مواهب وابداعات للأستاذ: مومني عبد العالي

مرحبا بجميع القراء الأوفياء

الاثنين، 13 مايو 2013

جزائر الأنفة و الشموخ


قالمة في13ماي2013
جزائر الأنفة و الشموخ

        يشن نظام المخزن في المغرب حربا إعلامية شرسة ضد الجزائر شعبا ودولة وحكومة، خاصة على لسان حزب له علاقة وطيدة بالملك. فلماذا اختار نظام المخزن هذا التوقيت لشن هذه الحرب الاعلامية على الجزائر الحرة الأبية؟!! وهل يريد نظام المخزن أن يشن حرباً مسلحةً على الجزائر مثلما فعل بعد استقلال الجزائر؟!! ولماذا يطالب هذا النظام بفتح الحدود مع الجزائر في كل وقت،و بمناسبة ودون مناسبة، وفي الوقت نفسه يشن هذه الحرب الإعلامية ضد الجزائر الحرة الأبية؟!! فهل أطماع المخزن دليل على حسن نيّته بغية فتح صفحة جديدة مع الجزائر الحرّة الأبيّة؟!! وهل هذه المناورات و المواقف العدائية تنبيء عن ذلك؟!! كلاً وألف كلاً.                                                                   
         لقد قرأت تاريخ الشعوب والأمم ماضياً وحاضراً، واستقرأت ما فيه من قوة وضعف، وخير وشر، وإنتاج وعقم،فلم أر في تاريخ البشر قاطبة أحداً ينقض على فريسته أثناء الشّدّة، والظرف العصيب إلا رجلاً اسمه ((شايلوك)).                                            
         فنظام المخزن يمثل أحسن تمثيل هذا النوع من أشباه الرجال،فلا يجد مناسبة للهجوم على جزائر المليون ونصف مليون شهيد إلاَّ أثناء الشّدة والظرف العصيب،بربّك حاول أن تقرأ ماذا كتب على قبر الرحوم الأمير عبد القادر في سوريا،بل اتحدّى نظام المخزن وأذناله أن يصرحوا ويكتبوا على صفحات جرائدهم العبارة التي كتبت على قبر المرحوم الأمير عبد القادر بسوريا الشقيقة بعد وفاته مباشرة؟!.                                                                                    
       أليس هذا التصرف والموقف المشين من نظام المخزن دليل على أنه يشبه(شايلوك)حين يطالب بشيء ليس من حقه إلاّ وقت الشّدة والظرف العصيب.لقد وجد الآن نظام المحزن في مرض رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة فرصة ذهبية – حسب نظام المحزن – للانقضاض على الجزائر شعباً ودولة وحكومة؟!! ليس من شيمة الرجال التشفي حتى في الأعداء في مثل هذه الظروف العصيبة ناهيك عن الاشقاء والأصدقاء؟!!.                       
        كما أنني  لم أجد بعد مجيء الاسلام مسلماً واحداً تقيًّا نقيًّا لا يركع إلاّ لله عزّ وجل، أما أنتم – ساسة المغرب – تركعون لله وللملك،عليكم أن تحرروا العقول والأذهان والأفكار والمفاهيم من العبودية للملك، وقصرها على الله عزّ وجل فقط قبل أن تصفوا نظام الجزائر بنظام (القهر والجور) كما ورد في بيان حزب الاستقلال المغربي، بل راح هذا الحزب الذي يركع لغير الله عزّ وجل يصف الجزائر الحرة الأبية (بالاحتلال الغاشم للمناطق الشرقية للمملكة) فهذا النظام شديد على الأشقاء،رحيم بالأعداء، فأين مدينة (سبتة) و(مليلة) التي تحتلهما أسبانيا؟!هل يستطيع نظام المخزن أن يشتم ويسبّ أسبانيا شعباً ونظاماً وحكومة على هذا الاحتلال الحقيقي لأراضي المغرب الشقيق؟!!بل حتى أصدقاء المخزن مثل أمريكا  وفرنسا وإسرائيل طالبوا نظام المخزن أن يكف عن استفزاز أسبانيا التي هي عضو في الاتحاد الأوروبي،والحلف الأطلسي،فوراً، وأن لا يعيد الكرة من جديد،وإن هذه الجزر تبقى اسبانية في إطار الاتحاد الأوروبي،فاستجاب نظام المخزن لذلك دون أسف أو خجل من نفسه،فهو مثل (الدجاجة) مع أعداء الأمة العربية والإسلامية،ومثل (الديك) مع الجزائرالحرة الأبية،ولكن هيهات،فهذا وهم يعيش عليه نظام المخزن منذ ثورة التحرير المجيدة إلى يومنا هذا،تراه يسكت ولا ينبس بكلمة عندما تكون الجزائر رئيساً وشعباً ودولة وحكومة ونظاماً في وضعيّة جيّدة،أما إذا كانت في شدّة وظرف عصيب،هنا وهنا فقط يتحرك(شايلوك) للانقاظ على الجزائر الحرة الأبية!!!.                                                                                              
إن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية الاحتلال،والأمم المتحدة شاهدة على ذلك، والعدو والصديق، والقاصي والداني يعرف هذه الحقيقة حق المعرفة، فلماذا يناور نظام المخزن مع الجزائر الحرة الأبية؟!! إنه الطمع، وما أدراك ما الطمع؟!! بيع الشرف بأبخس الاثمان للشعب المغربي الشقيق، فلو كانت الصحراء الغربية فعلاً تابعة للمغرب، فلماذا اقتسم المغرب وموريتانيا هذه الصحراء بعد خروج الاحتلال الاسباني لها؟!! فهل وجدتم أمة على وجه الأرض – مثل نظام المخزن – تفرط في شرفها المثمل في شبر واحد من ترابها؟!!.
        فنظام المخزن أحتل الصحراء الغربية على مرحلتين:
 ــ الأولى حين خرج الاحتلال الأسباني منها دون أن يلجأ إلى تقرير مصير هذه الصحراء عن طريق الأستفتاء من أجل تقرير المصير لهذا الشعب الضعيف، المغلوب على أمره، وتركه عمدا فريستا للإحتلال وأطماع نظام المخزن، فقام بالمسيرة (السوداء) اتجاه الصحراء الغربية وكأنها خالية من البشر والشجر والحجر، بل حتى من الماء والهواء، وبذلك استولى على جزء من الصحراء الغربية مثلما فعل اليهود الصهاينة مع فلسطين المحتلة، فأخرجوا شعبها من أرضه، فعاش في الشتات من ذلك الوقت إلى يومنا هذا، وكذلك فعل نظام المخزن مع الصحراء الغربية، والصحراويين.                           

                     
ــ والثاني حين خرج الاحتلال الموريتاني من الكعكة التي أقتسمتها مع نظام المخزن، أليست هذه حقائق تاريخية؟ّ!! ألم يكن هناك انقلاب في موريتانيا، و أن الحكام الجدد اتفقوا مع جبهة البوليزاريو أن يسلموا لهم هذه القطعة من أرض الصحراء الغربية لشعبها الذي طرد منها في معظمه ؟!! ألا توجد هذه الوثائق الرسمية عند النظام الموريتاني و جبهة البوليزاريو ؟!! فكيف يفرط نظام المخزن في شرف شعبه المتمثل في أرض الصحراء الغربية لموريتانيا إذا كانت فعلا أرضه؟!! إنها أسطورة نظام المخزن الذي تشبه أسطورة الصهاينة، فبلاد نظام المخزن تمتد إلى السينغال مرورا بالصحراء الغربية و موريتانيا، وأجزاء من الجزائر كما يزعم حاليا حزب الاستقلال المغربي !!! أما الصهاينة فلهم أطماع أيضا من أرض فلسطين إلى المملكة العربية السعودية مرورا بالأردن الشقيق و أجزاء من أراضي العراق و سوريا رغم الإحتلال الثاني لفلسطين سنة 1997!!! فالأولى تسمى نكبة 1948، والثانية تسمى نكسة 1997 ، وهذا ما فعله المغرب بالضبط مع شعب الصحراء الغربية. فكما تجد السياسة الخارجية لبريطانيا هي نفسها السياسة الأمريكية في العالم كله، كذلك تجد سياسة نظام المخزن هي نفسها السياسة الصهيونية في العلم كله، بينما يحتفظ كل واحد منهما، بهامش من السياسة الداخلية لكل واحد منهم !!! و لذلك لقب رئيس الوزراء البريطاني السابق عند العراقيين: شعبا و نظاما و حكومة و أفرادا (بالتابع)، كذلك يمكن أن نصف نظام المخزن دون حرج (بالتابع) لسياسة الصهاينة في العالم العربي و الإسلامي، فماذا قدمت لجنة القدس للمقدسيين منذ حرق القدس الشريف إلى يومنا هذا؟!! مع العلم أن هذه اللجنة - للأسف الشديد- تابعة لنظام المخزن في المغرب الشقيق، ورغم ذلك لم يأد دوره على الإطلاق نحو القدس والمقدسيين، ولن يفعل ذلك إلى يوم الدين، وأن جزءا من شريحة شعبه ـ وهم مغاربة اليهود يعيثون في القدس وفلسطين فسادا، فكيف له أن يحارب جزءا من شعبه يا ترى في فلسطين المحتلة؟!!!.                                                        
      ومما تقدم، وجب على الجزائر الحرة الأبية، جزائر المليون ونصف المليون شهيد أن تلتزم بهذه الشروط مع النظام المخزن:-                                                        
1) إبرام معاهدة الصداقة والتعاون، ومن أبرز أركانها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد، وهذا المبدأ هو عالمي تقرّ به جميع الدول والأعراف.                                     
2) إدراج كل من يسيء إلى الآخر، في الجزائر وفي المغرب، فردا، أو مؤسسة، أو أي جهة مهما كان موقعها في النظام، في (قائمة سوداء)، ولا ينبغي التعامل معه إلى أبد الآبدين، خاصة إذا وصل إلى الحكم مثل ما يفعل الآن حزب الاستقلال المغربي و رئيسه و زبانيته!!!.            3) التعاون الحقيقي المخلص في مكافحة داء العصر المتمثل في (المخدرات) التي أصبحت حتى دول المغرب العربي مثل تونس وليبيا ومصر.... فأين الغرب وإسرائيل الذين يزعمون بمحاربة هذه الآفة الخطيرة في العالم مثل آفة الإرهاب تماما؟!!   
4) الابتعاد عن الخيانة، فلا يحق للمغرب أن يخون الجزائر والعكس صحيح، لأن الخيانة مرض لابد من استئصاله من جذوره حتى تكون العلاقات بين البلدين مبنية على أسس متينة لا تزعزعها العواصف الظرفية، أو الأزمات الآنية، ونحو ذلك.
5) الإقرار بحدود الجزائر الحرة الأبية، جزائر المليون ونصف المليون شهيد نهائيا، ومن الآن فصاعدا من يطمع في حدود الآخر: الجزائر أو المغرب، يعاقب (بالسجن) إذا كان فردا، و(بالغرامة) إذا كانت مؤسسة، و(بالحل) إذا كان حزبا أو جريدة ونحو ذلك .... 
     فحزب الاستقلال المغربي يلعب بالنار، وستمتد إلى داره إذا فعلها نظام المخزن الذي راح يبتزه هذا الحزب إبتزازا مشينا، في حين نجد أنّ عيون الجزائر متّجهة إلى جنوبها، وشرقها بدلا من غربها، وهنا يحاول (شايلوك) أن ينقض على فريسته أثناء الشدّة والظرف الصّعب، ولكن هيهات فصيحة الرئيس الراحل (بن بلّة) المدوّية مازالت إلى اليوم، وستبقى ترنّ في أدني، وأذن كل جزائري، كبير وصغير، كهل ويافع، رجل وامرأة، شيب وشباب، ألا وهي كلمت (حقرونا)، فهب الشعب الجزائري بكامله، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، للدفاع عن أرضه، التي اعتدى عليها نظتم المخزن بعد الاستقلال مباشرة، فنحن ــ الجزائريين ــ خرجنا من حرب ظروس ضد الاحتلال الفرنسي، ومن وراءه الحلف الأطلسي، بتكاليف باهضة، في هذا الوقت بالذات حاول (شايلوك) أن ينقض على الجزائر الحرّة الأبية، جزائر الشهداء، وثورة التحرير المجيدة، التي لا نجد لها مثيل في كامل تاريخ المخزن قديما وحديثا!!!                                   
     هنا، وهنا فقط يمكن أن نفكر في فتح الحدود بين البلدين و الشعبين الشقيقين، أما أن تطمع في ترابي وتطالبني في الوقت نفسه بفتح الحدود (فضربتان على الرأس توجع) كما يقول المثل الجزائري.                                                                                            
                                                 عبد العالي مومني
مفتش التربية الوطنية