مواهب وابداعات للأستاذ: مومني عبد العالي

مرحبا بجميع القراء الأوفياء

الخميس، 23 ديسمبر 2010

بيـــن الإنــســــان والعــمــــران




في القرن الماضي كان يضرب المثل باليابان في التقدم والتطور والإزدهار في كل مناحي الحياة رغم انعدام الموارد الطبيعية عنده، واعتمد في هذا كله على الموارد البشرية، فكان الإنسان هو محور العملية، هو الذي يجلب الثروة، وهو الذي يبني الحجارة والعمران، وحالت أحوال العمران الذي هو الأساس، فانهار بذلك الإنسان، فلم يتقدم بعد ذلك إلى الأمام. فإذا استطاعت أمة أن تستثمر في المواد البشرية قبل كل شيء، فهي أمة تحمل في طياتها عوامل وأسباب النهضة والتقدم والتطور والازدهار في جميع مناحي الحياة. ومن يبدأ بالحجارة فيبقى عقله متحجّرا، ما لم يقدم الإنسان على الحجارة و العمران في كل مكان وزمان!!

ما حزّ في نفسي حين أطل علينا خليجي فراح الرجل يقسم العرب إلى دول الخليج، والأنظمة الثورة، مفضلا الحجارة والعمران على المرء والإنسان، وهو لا يستطيع أن يؤمن هذا العمران الذي يفتخر به، فعمدوا بذلك على قواعد عسكرية مسيحية لا إسلامية، فمتى تتحرر شبه الجزيرة العربية من القواعد المسيحية؟! ما أغرب هذا التصنيف للعالم العربي من المحيط إلى الخليج!!

بل قل: من يحميكم، ويحمي أمنكم في السر والعلانية؟! ومن أعاد الشعب العراقي الأبي إلى القرون الوسطى؟ ولماذا؟ فهذه الحجارة كانت موجودة قبل مجيء الإسلام ممثلة في الاصنام مصداقا لقوله تعالى:((أفمن يخلق كمن لا يخلق )) وقوله عز وجل: (( فعلها كبيرهم هذا )) فعبادة غير الله عز وجل تأتي في أشكال مختلفة بإختلاف الأزمان والعصور، والآن تجد أغلب الناس تعبد المادة، فالثروة هي آلة العصر الحديث،فأنت وأمثالك لا يجد الإنسان هو من يتحكم في الثروة،بل ترى بوضوح تام أن هذه الثروة هي التي تتحكم في الإنسان، فأصبح بذلك عبدا لها، وليس العكس، فكم ينفق الخليجي في الغرب في عطلته الصيفية؟! في حين تجد المسلم في أصقاع العالم يتضور جوعا، ولا يجد ما يأكل، بل هناك شعب بأكمله محاصر برا وجوا وبحرا، بل وحتى تحت الأرض، في أكبر سجن مفتوح في العالم المعاصر، ولا أجدك وأمثالك يسعى لكسر هذا الحصار الرهيب العجيب الغريب ضد شعب مسلم أعزل لا حول له ولا قوة، أمام الآلة الرهيبة للقوة العسكرية الصهيونية، فأين أنت وأمثالك من قوله عز وجل، رغم هذه الثروة الطائلة، والمال الهائل، والغنى الفاحش:((وأعدوا لهم ما استطعت من قوة ومن رباط الخيل...))

لا تعتقد أن الإسلام حكر عليك وعلى أمثالك من الأعراب في شبه الجزيرة العربية، هيهات ثم هيهات، فهذا الدين هو دين عالمي، جاء للناس قاطبة، خاطب الله من خلاله العربي والعجمي على السواء، فلا فرق بين هذا وذاك، وهؤلاء و هؤلاء إلا بالتقوى، وأنت تعرف هذه الحقيقة حق المعرفة، فلماذا تستكثر علينا نعمة من نعم الله عز وجل، ألم يكن الدين الإسلامي الحنيف جاء لإنقاذ البشرية من الضلالة إلى الهدى، ومن الشر إلى الخير، ومن النار إلى الجنة؟! فهذا هو الأصل مصداقا لقوله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني )) ولا يتحقق هذا كله إلا بناء الإنسان عن طريق العلم حتى يكون قادرا على عمارة الأرض، قال تعالى: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )). وعماد ذلك كله الأخلاق مصداقا لقول الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))، ولأمر ما قال أحد الشعراء:-

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** عن ذهبت أخلاقهم ذهبوا

عليك وعلى أمثالك أن تستقرأ التاريخ جيدا، وتقف بنفسك على مصطلحات كل عصر، فالثورة أو المقاومة أو الجهاد أوالغزوات استعملتها الشعوب العربية والإسلامية لمحاربة الاحتلال، فلا ينبغي أن تزعم كل ما هو ثوري هو شيوعي، أو لائكي، أو ملحد ونحو ذلك، وأحيلك على الشباب الجزائري الأبي الذي فجر ثورة نوفمبر العظيمة، كم هو متشبع بعقيدة الجهاد والثورة والإيمان، ولن تحلم في حياتك كلها أن تجد ثورة مثل الثورة الجزائرية المباركة، فهذا الكلام الذي تزعمه عن الأنظمة الثورية هو تشويه للتاريخ والحقيقة، والتاريخ لا يرحم، فأنت وأمثالك تعيشون في ضلال مبين، وجهل بالحقيقة،ولم تدرس تاريخ الأمة الجزائرية، وخاصة مع الأمير عبد القادر، مرورا بالحركة الوطنية، وتتويجا بالثورة التحريرية المجيدة!! فلو كنت تملك أنت وأمثالك ذرة من هذه الثورة المجيدة، والجهاد الطويل، والمقاومة العنيفة لتغنيت بها إن أصبح صياحا أو أمسى مساء!!.

فالأمن الصهيوني هو مطلب غربي قبل أن يكون إسرائيليا، فهل بإمكانك وأمثالك أن تتفوق بثورتك الهائلة، وحجارتك المائلة، وأصنامك الهائلة على الكيان الصهيوني الذي لا يملك في فلسطين لا تاريخا ولا حضارة، فزرع في المنطقة عنوة، رغم أنفك وأمثالك، في القرن الماضي مع نكبة فلسطين، فأين هذه الحجارة والعمارة التي تتحدث عنها؟!! وجعلت الإنسان في المؤخرة، فالإنسان هو محور المصير والوجود والخلود لكل أمة وحضارة!! وانظر إلى الإنسان الأفغاني، هذا الرجل البسيط، لا يملك من المال شيئا، ولا من الطائرات والدبابات والصواريخ ونحو ذلك من أسباب القوة الغربية، بل يملك مواصفات أخرى مثل رفض الاحتلال مهما كان شكله أو طبيعته، يحارب الظلم مهما كان، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، يعشق الحرية لا العبودية التي رفضها الإسلام، كرمه الله بالعقل، فكان بذلك آلته الرهيبة، وقوته الضاربة، وعبقريته المبدعة، فهزيمته للاحتلال، وكل دولة عظمى في العالم، أصبحت مقبرة لها قديما وحديثا، أما الأخطاء التي وقعت في هذا البلد الإسلامي لن تتكرر ــ إن شاء الله ــ فقد أدركوا أن المؤمنين إخوة، إلا أن طبيعة الأفغاني فقط تجده في بعض الأحيان يحارب حتى في السلم بعضه بعضا، وهذا أكبر خطأ لا يقبله العقل ولا الشرع ولا القانون!!.

إن هذا السلوك النادر يشبه شكل من أشكال الجنون لا يلبث أن يجد له الإسلام الدواء النافع، والصراط المستقيم، والعقل الراجح، لأن الدين الإسلامي الحنيف يحمل في طياته عوامل الأخوة لا العداوة، والاتحاد لا التفرقة، والقوة لا الضعف، والتعاون لا التخاذل، والتكافؤ لا الشح والبخل والتقتير، إنه رحمة للعالمين، فأين أنت وأمثالك من معاني هذا الدين القويم،والسراج المنير؟!!.

ألم يقل هذا الدين على لسان نبه الكريم، ورسوله الحكيم: (( اطلبوا العلم ولو كان في الصين )) فالدين الإسلامي الحنيف كل متكامل، لا ينبغي فصل بعضه عن بعض في العبادات والمعاملات ونحو ذلك، فنظرة الإنسان المسلم ينبغي أن تكون شاملة لهذا الكون، ولا يفصل شيء منه عن باقي الأشياء، هنا يمكن فهمه فهما صحيحا، وأن الإنسان قبل العمران، وأن هذا الأخير لا يتحقق إلا عن طريق الإنسان المتعلم الذي لا يبني بيته، ثم يخربها بيده إن كان جاهلا، أو أميا، أو مريضا، أو عالة على الناس ونحو ذلك، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير!! فأين قوة الإنسان أمام قوة العمران؟! فشتان بين الثرى والثريا كما يقال!! ذلك أن الإنسان المتعلم المبدع، الذي يعيش عصره، يسيطر على البر والبحر والجو، كلمته هي الأولى والأخيرة في هذا العصر حول كل واردة و شاردة، هو الإنسان الذي أراده الله عز وجل، وسخر له كل شيء في خدمته، ولا يتأتى له ذلك إلا إذا كان عالما واعيا، محبا لوطنه وأمته، وإنسانيته جمعاء، فلا يهدم ما بناه من حضارة وتقدم وازدهار في جميع مناحي الحياة، أما إذا كان جاهلا، بليدا، لا يحب لنفسه ما يحب لأخيه، فسيهدم بيته قبل أن يهدم بيت غيره من الناس.

فمن يكبح تقدم العرب من المحيط إلى الخليج؟! ومن دفع بأكبر دولة عربية أن ترتمي في أحضان أعداء الأمة العربية و الإسلامية؟! في الوقت الذي كانت فيه من ألد أعداء دولة عربية خليجية، وكان مسرح هذه المعركة هي أرض اليمن السعيد، ونتائج ذلك نشهدها الآن!! فكيف تحول الصديق عندها إلى عدو، والعدو إلى صديق، من كان السبب في ذلك كله؟!! ومن جعل من بعض الحكام العرب يستقبلون الصهاينة، أعداء الأمة العربية والإسلامية، في قصورهم دون خجل أو حياء من شعوبهم، فلم تعد هذه الأمور سرا على أحد، فأصبحت بذلك العمالة للأعداء مفخرا لهم، وسباق فيما بينهم، فحين كان يلتقي بعض هؤلاء وهؤلاء الأعداء في عيادات طبية في الخارج للتمويه على الناس، فقد أصبح كل شيء يتم في وضح النهار دون خجل أو حياء!! إنها خسارة الإنسان الذي أهملناه منذ زمن طويل، فلم يعد بعضهم يشعر بالانتماء للوطن، ويطلب الجنسية الغربية على الجنسية العربية و الإسلامية، لأن الإنسان العربي أصبح يشعر بالضعف أمام الرجل العجمي، وخاصة الغربي، لذلك تراه معجبا به كثيرا، ويجعله المثل الأعلى له في شتى مجالات الحياة، لأن بناء الإنسان أولا قبل بناء الحجارة والعمران، فلنفكر في الإنسان وبنائه فكريا وثقافيا، وعلميا وحضاريا وتاريخيا ونحو ذلك حتى يكون قادرا على الخلق والإبداع في كل مناحي الحياة، فيكون قويا اقتصاديا، وثقافيا وسياسيا، وعسكريا، وتكنولوجيا، وكل متطلبات الحياة الحديثة العصرية، فالبيئة ينبغي أن تكون هكذا مهيأة لكل جيل، ينهل من موردها الصافي الرقراق كل معاني الإنسانية حتى يكون جديرا بالتفوق والريادة والحضارة في كل شيء،بل يصل إلى أشياء لا تخطر الآن على بال الإنسان!! إنها والله ثورة الإنسان قبل العمارة والبنيان حتى تكون في خدمة الإنسان!!.

أغرب تقسيم سمعته في حياتي حول العالم العربي بالخصوص:- دول الخليج العربي، والأنظمة الثورية، فهذا التقسيم يعد في الحقيقة بدعة لم يسبق إليها أحد من قبل، وكررها كثيرا في تدخلاته الفاشلة، ومبرراته التي تحمل في طياتها معاني التبعية والاستسلام والجهل بالتاريخ والحضارة والإسلام، وجعل لغة الضاد تضمحل شيئا فشيئا،بسبب هذه الشعوبية الجديدة في شبه الجزيرة العربية، في حين تجد - مثلا- فرنسا تسعى للحفاظ على من يتكلم بلغتها،لأن هذا يعد انتصارا لها،وقل مثل ذلك بالنسبة لبريطانيا!! أما موطن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، ولغة الضاد، نجد من يقسم العرب الذين يتكلمون بهذه اللغة إلى قسمين:- عرب الخليج، وعرب الأنظمة الثورية. يالها من عبقرية للحفاظ على اللغة العربية!! لهذا وجدنا اللغة الفارسية تحل محل اللغة العربية، وكذلك اللغة التركية، وغدا - لا قدر الله- اللغة الفرعونية، واللغة الأمازيغية محل اللغة العربية، وتبقى لغة القرآن محصورة في رقعة أرضية ضيقة هي دول الخليج العربي. يالها من فتنة أشد من القتل من هذا الأعرابي الذي جاء ذكره في القرآن الكريم بوصف يعرفه العرب والعجم على السواء!!.

فالغرب يصل بعد قرون إلى نظريات جديدة، ومفاهيم عديدة،سعى إليها بجهد منذ زمن بعيد، مثل العولمية، والتجارة الحرة، وحقوق الإنسان، ويفرضها عليك قبل أن تستعد لها، ويطالبك بتطبيقها أحببت أم كرهت، وأنت تزعم أن هذا هو العصر الذي نعيش فيه نحن، لأنك لم تخطط لشيء على المدى القريب والبعيد لتفرضه بعد ذلك على الغرب مثلما يفعل معك ومع أمثالك من الضعفاء والمنهزمين داخليا، والمستسلمين ظاهريا، والمنبطحين أمام الأعداء في كل شيء، لماذا؟ لأننا بدأنا بالعمران قبل الإنسان، والمنطق يقول: إن الإنسان هو محور العمران والبنيان!!.

ببساطة نقول للكبير والصغير، للعالم والجاهل، للعربي والعجمي:- أن العمران لا يبني الإنسان، بل الإنسان هو الذي يبني العمران، وكفى من البرهان!! فمن يزعم أن العربي منغلق على نفسه فهو واهم، بل هو متفتح على العالم كله، فهو يتقن جميع اللغات الحية في العالم، بل أكثر من ذلك فأدعو العرب جميعا تعلم اللغة الصينية والهندية قبل اللغة الفرنسية، لماذا؟ لأن هذا البلد العملاق الصين، والشعب الواعد الهند، في كل مجالات الحياة يفرض علينا أن نتعلم لغتهما بكل طلاقة وسلاسة، حتى نستطيع أن نتعامل معهما اقتصاديا بالدرجة الأولى، ناهيك عن العلم والصناعة والزراعة والتكنولوجيا، إلا أننا نطالب دائما أن تكون لغة الضاد هي لغة الأم، ويجب أن تكون في الريادة، وتليها اللغات الأجنبية دون استثناء، ومن تقتصر ثقافته ولغته على اللغة الفرنسية في بلادنا ــ مثلا ــ فهذا يعود أساسا إلى مخلفات الاستعمار، وقل مثل ذلك بالنسبة للغة الانجليزية في المشرق العربي، فعلى العربي القح أن يتجاوز هذين اللغتين إلى اللغات الأخرى مثل الألمانية، والصينية والهندية والروسية، والإسبانية والإيطالية واليابانية والكورية ونحو ذلك من اللغات الحديثة!!.

ما هي القوة التي تحمي مصالح العرب من المحيط إلى الخليج؟! فالجواب يكون ــ لا محالة ــ بالنفي، فلا تجد دولة عربية واحدة، أومجتمعين، على حماية مصالح العرب، ناهيك عن الأمن العربي، فمن يسعى إلى تحقيق الأمن العربي بالقياس إلى الأمن الصهيوني في المنطقة العربية؟!! فما مصير العمران والحجارة والعمارة في غياب الأمن العربي من المحيط إلى الخليج؟!! وصاحبنا كأنه يعيش في جزيرة معزولة عن العالم، وأن المنطقة العربية تعيش في استقرار يحسد عليه، والعكس هو الصحيح، فهي تعيش على بركان، سينفجر في وجه هذه الأمة في وقت من الأوقات، وفي زمن من الأزمان، فهذا الأمر آت ــ لا محالة ــ وكل آت قريب ــ كما يقال ــ !! فماذا أعددنا لذلك، وخاصة دول الخليج الذي يفتخر صاحبنا بعمارتها وحجارتها قبل بناء الإنسان الذي يحافظ على هذه العمارة وهذه الحجارة؟!

فالجهل وقصر النظر، والتعصب الأعمى من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار، والاسترخاء، والابتعاد عن اليقظة، والنفس القصير، والجهل بالتاريخ، والمرض، والبطالة، والحياة الصعبة، والظلم والاستبداد، والابتعاد عن الحرية الحقة، ومعانيها النبيلة، والإنسانية الحقة، ومفاهيمها الراقية ونحو ذلك، كل هذا وغيره من الدواعي والأسباب التي تؤدي إلى تخلف الأمة وتقهقرها، وبقائها تدور في حلقة مفرغة، تتشبث بقشة الأمل لعلها تنجو بنفسها من غول التعاسة والتخلف والانحطاط!!.

فالإنسان هو الذي يبني العمران ويهدمه حين يشاء، أما إذا أعددناه جيدا للحياة فيسعى دائما للبناء لا الهدم، والتقدم لا التخلف، والريادة والقيادة لهذا العالم!!

فالمال هو عصب الحياة، به تبنى الأمم والشعوب، ولكن إذا كان هذا الإنسان مقصرا في بناء الإنسان نفسه قبل غيره، فسيأتي اليوم الذي تجد فيه هذا الإنسان يهدم ما بناه غيره في وقت من الأوقات، وهذا ما نلحظه في كثير من الأحيان، ونشاهد عند بعض البلدان!!

لو كانت ثروة ومال وكنوز دول الخليج عند دولة مثل تركيا ــ مثلا ــ لكانت بذلك من أكبر دول العالم كله، وتنافس روسيا وأمريكا والصين والهند وبريطانيا وألمانيا ونحوهم في الريادة والقيادة في كل شيء، أما وأن يكون هذا المال، وهذه الثورة، وهذه الكنوز في البنوك الغربية في معظمه، فإن هذه الدول ستبقى تابعة لا متبوعة، وعربة لا قاطرة، تؤمر ولا تأمر، وتبقى هكذا إلى يوم الدين إذا لم تحرر الإنسان الذي حرره الإسلام فكريا وثقافيا وعلميا وحضاريا ونحو ذلك من معاني التقدم والتطور والازدهار.

وما اغرب في كلام صاحبنا ــ بالإضافة إلى دول الخليج ــ هناك (دول عاقلة)، لم أسمع بهذا التصنيف للدول العربية على الإطلاق، من أين جاء بهذا المصطلح الغريب؟! وذكر صاحبنا بعض هذه الدول بالاسم، وهي دول تسير في فلك دول الخليج، وهي تعيش في الحضيض الأسفل، ومن يريد أن يتأكد من ذلك، فليعد إلى مشاهدة ما ذكره صاحبنا على الشاشة. وأحيل صاحبنا على تاريخ الأمة الجزائرية بالقياس إلى أمتك وتاريخها وحضارتها وتقدمها وتطورها وازدهارها، فتاريخ تلك الأمة، وهذه، بعيدة كل البعد، مثل بعد الأرض عن السماء، ولهذا يقال: شتان بين الثرى والثريا!! لو كان هذا المال موجود عن شعب مثل شعب مصر أو الجزائر لصعدا بهذا المال إلى القمر، والعالم العربي والإسلامي لأصبح من أكبر الدول في العالم كله، والأعرابي يبقى أعرابي حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ما دام قد جاء ذكره في القرآن الكريم، فهل بمقدورك أن تحذف الآية الكريمة المتعلقة (الأعراب)!!.

الغرب يضحك على دول الخليج، يشجعهم على التنمية بطريقة غريبة، سكانها أجانب، ولهم الحق، كل الحق، في الحقوق والواجبات، أكثر من نصف السكان أجانب، فلم تعد هذه الأراضي ملك لهم بحكم الأقدمية، والبناء والتشييد، والانجاز بيدها، والحقوق والواجبات، وأحيل صاحبنا أن أكبر المصانع كانت في الجزائر، والبناءات، والمقامات، وفي الأخير اكتشفنا أن بناء الإنسان أولى من بناء العمران، فمعظمها عطل أو هدم بسبب جهل الإنسان والابتعاد عن بنائه، لقد سبقنا دول الخليج في هذا النوع من البناء، وسيكون مصير هذا العمران أسوء مما يتصوره أي إنسان على وجه الأرض، وكل آت من الغرب من قصور وعمارات، ومنارات، فدمروا البشر والحجر معا، لأن العقول مسلوبة من طرف الغرب، والأيدي العاملة مجلوبة من العرب وغير العرب للبناء والتشييد، فأين هؤلاء من الأنظمة الثورية حسب زعمه؟! مع العلم أن الجزائر فقط لها ثورة حقيقية، ولا توجد هناك ثورة إلا في خيال هذا الرجل المسكين!!.

فصاحبنا يكرر في الحصة كلها الأنظمة الثورية باستخفاف واحتقار وتشفي ونحو ذلك من المشاعر السيئة ضد هذه الدول العربية الإسلامية، وعليه، نقول: أن دول الخليج التي يعتز بها، ويفتخر بها كثيرا هي ــ حسب تقديري ومعرفتي ــ دول عميلة تحمل في طياتها عوامل الاستسلام والخيانة والخنوع، والتبعية للغرب لا العرب، والصهاينة لا الإسلام، وما فعلوه بالشعب العراقي الأبي أكبر دليل على ما أقول. وأمريكا تحميهم بقواعدها العسكرية، وإسرائيل راضية عليهم، فلا تخشى من عمرانهم ولا من بنائهم ، ولهذا فهي تنام قريرة العين لهذا الشأن على خلاف تركيا وإيران فعيونها لا تنام عليهما!!

فليخرس الأعراب في شبه الجزيرة العربية عن الكلام عن الأنظمة الثورية، فأين هذه الأنظمة الثورية التي يتحدث عنها في العالم العربي والإسلامي على السواء؟! فلا أرى منها شيئا على الإطلاق إلا الثورة الجزائرية في القرن الماضي، فهل من يقوم بانقلاب على النظام الملكي، فيحل محله النظام الجمهوري،فيصبح بذلك ملكا أكثر من الملوك، ويزعم أنه قام بثورة حتى قيل: الثورة المصرية، والثورة الليبية، والثورة اليمنية، والثورة العراقية، والثورة السورية وهلم جرا.

فأين هذه الثورات من ثورة المليون ونصف مليون شهيد؟! فليخرس الأعراب في شبه الجزيرة العربية حين يطل علينا على الشاشة ويهاجم الأنظمة الثورية، فلو لم ينعم الله شبه الجزيرة العربية بنعمة البترول لكنت تحت الخيمة إلى الآن، وترعى الجمال، ولا نجد ما نأكله في هذا الزمان، فأحمد الله إن أصبح صباحا أو أمسى مساء لهذه النعمة، فإذا زالت ،فماذا أنتم فاعلون؟!!.

بربك قل لي : أين تودع أموالكم الطائلة؟! ومن المستفيد الأكبر منها؟! أليس الصهاينة أعداء الأمة العربية والإسلامية؟! فالثورة الجزائرية، وتاريخها المجيد، وثوراتها ضد الاحتلال أشهر من نار على علم كما يعرف الخاص والعام، فأنت لا تستطيع أن تحلم بجزء يسير جدا بثورة أو جهاد أو مقاومة في بلادك مثل ثورة الشعب الجزائري الأبي، وجهاده العظيم، ومقاومته ضد الاحتلال!!.

فبدلا من تشجيع الدول والشعوب التي لم تكن قبل الإسلام تتكلم بلغة الضاد، أن تستعمل اللغة العربية، ومساعدتها في ذلك ماديا ومعنويا، يسعى هذا الأعرابي إلى تقسيم المسلمين تقسيما جديدا، فيه كثير من الاستعلاء والعنصرية المقيتة بين دول الخليج العربي والأنظمة الثورية، فمن أين جاءه هذا التقسيم الجديد؟! وهذه التفرقة بين المسلمين؟! ألم يقل الله عنكم في كتابه العزيز: ((إذا قالت الإعراب آمنا، قل لم تؤمنوا...)). وكم يصرف أغنيائكم في الأجازات، وخاصة الصيفية منها؟! وكم عدد الفقراء والمساكين في العالم العربي والإسلامي؟! ومن يقدم لهم المساعدات الإنسانية الضرورية؟! وماذا قدمتم من نفس ونفيس لتحرير القدس الشريف من العصابة الصهيونية؟! ألم تتحالفوا مع أمريكا خاصة، والغرب عامة، وأن مفتاح الحل لقضية القدس الشريف هو بين أيدي أصدقائكم هؤلاء!!فكيف وصفكم الله عز وجل في كتابه العزيز!! أليس هذا أكبر دليل على نفاقك ونفاق أمثالك من الأعراب في شبه الجزيرة العربية؟! فالنقاش كان يدور حول موضوع الإنسان والعمران، وليس بين دول الخليج، والأنظمة الثورية كما تزعم، لهذا السبب أقول بملء الفم دون تردد أو تلعثم: لهذا السبب وصفكم الله عز وجل في كتابه العزيز بتلك الأوصاف التي مازالت تلازمكم مادام القرآن حفظه الله من الضياع، وستلازمكم تلك الأوصاف إلى يوم الدين!! أنها أوصاف الخالق الأعظم، لا العبد الضعيف!!.

فدول الخليج لا تستطيع أن تحمي نفسها بالقياس إلى أمن اليهود في المنطقة العربية، ناهيك أن تحمي غيرها من المسلمين المستضعفين في الأرض!! فقد عطلوا كثيرا من آيات القرآن، كلام الله عز وجل، فمسخهم بالضعف والهوان، والذل والاستهجان، فهذه الطفرة المالية الكبيرة تعود بالفائدة في الأخير إلى الكيان الصهيوني، والدول الغربية، وخاصة أمريكا!! وموضوع الحوار يدور حول أفضلية التنمية البشرية أم العمرانية، وليس المفاضلة بين دول الخليج والأنظمة الثورية كما يزعم صاحبنا، لماذا يصاب بالهوس والعقدة، ومركب النقص من كلمة (الثورة) عند بعض الشعوب والأمم العربية من المحيط إلى الخليج؟! ولماذا لا تنظر إلى حالك وحال أمثالك من المبذرين الذين يقول فيهم الله عز وجل: (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)) فكم يصرف الخليجي في عطلته الصيفية، ولا يعمل على الصناعة العسكرية التي تفوق الصناعة اليهودية الصهيونية في المنطقة العربية؟! وتحمي نفسك بدلا أن يحميك اليهود والنصارى؟!.

فليعلم صاحبنا أن دول الخليج التي ينتسب إليها، ويفتخر بها كثيرا، ويستهين بما يزعم بالأنظمة الثورية في الوطن العربي، فأقول له: أن جميع دول الخليج، الكبيرة منها والصغيرة تتطفل على الإسلام، والإسلام براء منها إلى يوم الدين، وهذه الأنظمة التي قامت بانقلاب عسكري على النظام الملكي، وسميت نفسها بالأنظمة الثورية هي مثلكم تماما، فالثورة براء منها إلى يوم القيامة!! أقول بملء فمي: أن الثورة الوحيدة في العالم العربي والإسلامي في القرن الماضي هي الثورة الجزائرية التي كانت مثلا لكل الشعوب المغلوبة على أمرها، أتحداك وأتحدى غيرك أن تقوموا بثورة فقط تشبه ثورة المليون ونصف المليون شهيد في أقل من ثمان سنوات، ناهيك عن الثورات السابقة التي فشلت، ومجازر الثامن من ماي الرهيبة، وأعتقد أنك لا تعرف شيئا عن الجزائري حين يقول لأخيه الجزائري مهددا: (( أنت وجه لامبيس ))، ولا تسمع بالجزائريين ومصيرهم إلى الآن في (( كاليدونا )) ؟!

فتجربة دول الخليج مع الحجارة والعمارة أكبر وأخطر من تجربة الجزائر الثورية، فأصبح الرجل عندنا يضرم النار في معمل أو مصنع – مثلا – ثم يزعم في تقريره أن هذا الحريق يعود أساسا لشرارة كهربائية بعد سرقة أموال طائلة لهذا المعمل أو المصنع، ويغلق الملف بهذه الطريقة الجهنمية، بل ما هدم وهشم في أحداث أكتوبر لا يتصوره عقل أو خيال، لأننا بدأنا ببناء الحجارة والعمران لا الإنسان، فخرب الإنسان بيته بيده، بل لم يكفيه ذلك فراح يريق الدماء البريئة، ويزهق الأرواح المطمئنة حتى جاء المجاهد والمناضل الكبير فخامة رئيس الجمهورية السيد (عبد العزيز بوتفليقة ) فوضع بحكمته الرشيدة، وحنكته السديدة حدّا لكل هذه التجاوزات الخطيرة، فأعاد للجزائر عافيتها من جديد، ومن هنا أدركنا أن الإنسان هو محور كل عمل أصيل في بلادنا قبل الحجارة والعمارة والعمران، والأبراج العالية، والتماثيل الضخمة، لأن الإنسان هو الذي يبنيها إن شاء، وهو الذي يهدمها إن أراد بحسب وعيه وثقافته وعلمه ونظرته لبلاده، ومستقبل أجياله!!.

فإذا نزعت براميل النفط عن أنظمة الخليج غير الثورية كما يزعم صاحبنا فلا تساوي شيئا حاضرا ومستقبلا، وإذا تحولت أفغانستان مقبرة لأمريكا مثلما حصل مع بريطانيا والإتحاد السوفياتي سابقا، ستصبح هذه الأنظمة في خطر حقيقي، فشعوب المنطقة ستأخذ بيدها زمام المبادرة، وتغير ما يجب تغييره لصالح العرب والمسلمين نزولا عند قوله عز من قال: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) هذا هو مصير الأنظمة الخليجية غير الثورية كما يزعم صاحبنا – لا محالة – وتصبح بذلك قاطرة الأمة العربية والإسلامية في الأمن أولا، والتقدم والتطور والازدهار في جميع مناحي الحياة، وتدخل الحضارة من جديد من أبوابها العريضة، وتكون بذلك أحسن أمة أخرجت للناس على وجه الأرض إلى يوم الدين!!.

فدول مثل تركيا والجزائر ومصر وإيران تملك أسباب النهضة والحضارة على خلاف دول الخليج مجتمعة، وينقصها عصب الحياة، المال فقط.لو كانت دولة من هذه الدول تملك هذا المال الخليجي، والثورة الهائلة، لكانت بذلك من اكبر دول العالم كله، وتتفوق على إسرائيل على جميع الأصعدة، ولا تفكر في تهديد أي دولة عربية، أو إسلامية على الإطلاق، لأنها تعرف مصيرها مسبقا قبل أن تفكر في الاعتداء على هذه الدولة أو تلك كما تفعل الآن!! فالله عز وجل ابتلى دول الخليج بهذا المال الضخم ليسألهم عنه يوم القيامة: أين صرف معظمه؟! ولماذا؟! والمسلمون في العالم يتضورون جوعا، بل منهم من يموت جوعا!! فقد جعل الله المال دولة بين الناس ليمتحنوا به في الدنيا قبل الآخرة، فأين صوت دول الخليج من صوت العثمانيين الجدد كما يقال الآن؟! فالإجابة تكون مخجلة من المحيط إلى الخليج عند المواطن العربي خاصة والمسلم عامة!!.

فهذه الثروة الخليجية الطائلة التي تودع في البنوك الغربية، وتعود بالفائدة بطريقة أو بأخرى على الكيان الصهيوني، في حين تجد أكبر دولة عربية ترنمي في أحضان الكيان الصهيوني بسبب الفقر والفاقة والعوز!! فهذه الظاهرة تحتاج فعلا إلى فقه السياسة والثروة والعلاقة بينهما عند المسلمين!! هذا الشعب العظيم لو كان لديه المال الكافي، وهو عصب الحياة، لخلق بذلك المعجزات في العالمين: العربي والإسلامي!!.

فصاحبنا يصنف العرب تصنيفا غريبا عجيبا لم أسمع به من قبل على الإطلاق:- دول الخليج، والأنظمة الثورية، واستثنى من هذه الأنظمة الثورية بعض الدول وصفها ( بالعاقلة ) وذكرها بالاسم، وهي دول تسير في فلك دول الخليج، وتتعاون سرا وعلنا مع الكيان الصهيوني، بعضها منذ نشأة هذا الكيان الدخيل، وبعضها التحق حديثا، فزعموا أن بوابة ( واشنطن ) لا تكون إلا من خلال ( تل أبيب) فهرعوا جميعا إلى ( تل أبيب ) للوصول إلى ( واشنطن )، وهذا الأمر ليس بالشيء السري، بل إسرائيل تعلن عن ذلك للعدو قبل الصديق، والبعيد قبل القريب،وهو ما تحقق لها فعلا لا قولا!!.

بل قل للمواطن العربي والإسلامي العادي: أين يقضي رؤساء الدول الغربية، والعصابات الصهيونية عطلهم وإجازاتهم؟! وأين يجدون راحتهم؟! والحديث عن العولمية، والتحجج بذلك، فمن أوصل العالم إلى هذه الظاهرة؟! وهل هي في خدمة الإنسانية قاطبة فعلا؟! وهل الغرب المسيحي بالخصوص يتنازل بحكم العولمية على خصوصياته الثقافية والحضارية والعلمانية؟! قطعة قماش فوق الرأس تسمى ( الخمار ) أرعبتهم في قعر دارهم كثيرا، ناهيك عن حضارة العرب والإسلام والمسلمين!! في حين يدعو رئيس الوزراء الأسباني السابق الدول الغربية إلى حماية الكيان الصهيوني، لأن زواله ـ حسب إقراره- هو زوال للغرب وحضارته !! .... فعلوا ذلك وأكثر في بلادهم جهلا بالدين، وضلالا بأصوله ومعانيه السامية النبيلة، فتاهوا بين الأصول والفروع، فهتكوا بذلك مقاصده التي يقوم عليها هذا الين الحنيف!!.

فمتى يقول صاحبنا الحقيقة للأمة العربية والإسلامية أن هناك قواعد مسيحية ضخمة على أرض محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ فمتى تتحرر أرض الرسول الأعظم من هذا الوجود العسكري المسيحي في دول الخليج؟! وما الهدف من تواجدها على أرض محمد ـ صلى الله عليه وسلم ــ ؟! في الوقت الذي ترفع فيه الأبراج العالية للبذخ والترف والتبذير والإسراف !!.

فالله عز وجل جعل هذه الأمة العربية والإسلامية رأس الحضارة الإنسانية، وعقلها، فأصبحنا بحكم تحديات كثيرة أهمها الابتعاد عن بناء الإنسان السوي في ذيل هذه الحضارة الإنسانية وجهلها!!.

ما يؤسفني كثيرا أن أغلب دول الخليج تحمل في طياتها عوامل الانهزام والتبعية والاستسلام، ولا تتغير أحوالهم حتى تستجيبوا قولا وفعلا لقوله تعالى: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).

فمن أعاد الشعب العراقي الشقيق إلى القرون الوسطى بصرف النظر عن قائده السابق!! في البدء تحرش الصهاينة بإيران، فكانت حربا مدمرة بين العراق وإيران بإيعاز من دول الخليج، وبعدها هدموا العراق تهديما، وهاهم الآن يتربصون بإيران من جديد بإيعاز من الصهاينة، فهذه حقائق على الأرض، وليست تحاليل قد يكون صاحبها على صواب أو خطأ!! للعلم أن الجزائرية الأبية الثورية دفعت ثمنا باهضا بغية الصلح بين الشعبين الصديقين: العراق وإيران، والجميع يعرف حق المعرفة هذه الحقيقة من المحيط إلى الخليج!!

فالرجل الخليجي ــ للأسف الشديد ــ يسوي بين الثورة والانقلاب العسكري، ناهيك عن الألقاب البراقة: خادم الحرمين الشريفين، أمير المؤمنين، ملك الملوك، صاحب الضربة الأولى، زين العرب ونحو ذلك من الألقاب، فما ذنب الجزائر الأبية التي فجرت ثورة التحرير المجيدة من هذه التسميات والألقاب التي يعرفها الخاص والعام من المحيط إلى الخليج؟! أتريد أن تضحك على عقول المشاهدين العرب والمسلمين بمصطلح ( الأنظمة الثورية ) و ريادة ( دول الخليج ) في كل مناحي الحياة: أكبر، وأضخم، وأعلى، وأعرض... إنجاز في العالمين العربي والإسلامي، وهذا الإسراف والتبذير في أموال النفط ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) في حين نجد المسلم في العالمين العربي والإسلامي يتضور جوعا، ناهيك عن العلم والصحة والشغل والسكن ونحو ذلك من ضرورات الحياة!! قال تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال عز من قائل: (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) وقال: (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) وقال الرسول الكريم محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) فأين أنت من تصنيف الله عز وجل ونبيه الكريم للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟!!

فصاحبنا لا يستطيع أن يتصور عن طريق الحُلم – لا الحقيقة – واحد في الألف من ثورة المليون ونصف مليون شهيد في بلاده!! ومن يقوم بانقلاب عسكري وزعم أنه قام بثورة فهذا شأنه وشأنك، ولا دخل لثورة المليون ونصف مليون شهيد في ذلك على الإطلاق!!فهناك ثورة واحدة في القرن الماضي في العالمين: العربي والإسلامي، هي الثورة الجزائرية فقط!!ولأمر ما قال أحد الشعراء العرب:

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره

إذا استوت عنده الأنوار والظلم

وهي أعظم وأكبر وأجل ثورة في القرن الماضي في العالم بالإضافة إلى ثورة الفيتنام فقط!! وباقي الثورات توابع لهما مثل أنغولا والموزنبيق ونحوهما!!

فمن يهتم بالحجارة والسيارة قبل الإنسان وبنائه، فسيهدم في وقت من الأوقات، أن آجلا أو عاجلا، هذه السيارة، ويضيع هذه الحجارة!!وهذا مصير كل حضارة تبدأ بالحجارة والعمران لا المرء والإنسان!!.

الأستاذ: مومني عبد العالي

قالمة في 10 جويلية 2010

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

صحو الكلام ... خير جليس عند الأنام

صحو الكلام...

خير جليس عند الأنام

تعدّ الرواية في العصر الحديث من أكثر الفنون الأدبية رواجًا ونضجًا وتأثيرًا في عقول الناس، فهي عمل إرادي بالدرجة الأولى، يسعى الروائي من خلالها أن يقول شيئا للناس. وقصة أو رواية ( صحو الكلام ) للأستاذ والأديب ( عيسى مومني ) لا تشذ عن هذه القاعدة. فما طبيعة هذا العمل الجديد للأستاذ والأديب ( عيسى مومني )؟! وما هي الجوانب المضيئة فيه والمظلمة يا ترى؟!

وفحوى القصة تتجلى على لسان صاحبها في فكرة واضحة وجلية وتتمثل ــ حسبه ــ في << زوايا مضيئة في حياة طالب علم وأستاذه >> والحق أنني عندما أقرأ هذه القصة لأول مرة ذكرتني بقصة فيلسوفين عظيمين في تاريخ الإنسانية، الأول يوناني ألا وهو الفيلسوف اليوناني الشهيرة ( سقراط ) الذي يجوب شوارع ( أثينا ) ويعلم طلابه ومريده، وينشر عليهم أفكاره حتى أتهم بتضليلهم، فحكم عليه بالإعدام بسبب تعليمه (1). والثاني عربي ألا هو الفيلسوف ابن طفيل في قصته المشهورة ( حي بن يقضان ) حين نرى الفتى في جزيرة معزولة يعيش مع الحيوانات، وتعلم عنها بالفطرة الشيء الكثير، حيث ( كان يرى أنه إذا غمض عينه، أو حجبهما بشيء، لا يبصر شيئا، حتى يزول ذلك العائق. وكذلك كان يرى أنه إذا أدخل أصبعيه في أذنيه وسدهما، لا يسمح شيئا حتى يزول ذلك العارض. وإذا أمسك أنفه بيده، لا يشم من الروائح شيئا حتى يفتح أنفه، ويخلص إلى نتيجة قاطعة إذ يقول: (فاعتقد من أجل ذلك أن جميع ماله من الإدراكات والأفعال قد تكون لها عوائق تعوقها،فإذا أزيلت تلك العوائق عادت الأفعال) (2).

وهو مع ذلك كله يشبه إلى حدّ ما في تأليفه (لصحوة الكلام) الأديب العربي المهجري ( جبران خليل جبران ) في كتابه المشهور( النبي ) حين يريد أن يطرح أفكارا ويعلم الناس والبشرية قاطبة، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: << العلماء ورثة الأنبياء...>>.

والحال أن الرواية العربية في العصر الحديث هي أكثر الفنون الأدبية انتشارا ورواجا من المحيط إلى الخليج، وهي أكثر الفنون نضجا، فقد سلكت أشواطا بعيدة بعيدة جدا، وقطعت مراحل طويلة طويلة كثيرا، ومن هنا ندرك أن للقصة العربية الحديثة خصائص فنية ناضجة، لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها أو التفريط فيها تحت أي طائل، ومن أهم وأجل هذه الخصائص: الفكرة، والعمل القصصي من تمهيد، وحوادث، وعقدة، وحل، بالإضافة إلى شخصيات القصة، وكذلك لغة القصة من حيث السرد والحوار، وعلى الروائي أن يراعي دائما قي هذا الجانب مسألتين أساسيتين هما: ملامح الشخصية، وكيف تبدو من خلال النص، وتنوع لغة الحوار لكل شخصية من شخصيات الرواية، فلغة الطفل غير لغة الكهل، ولغة الرجل غير لغة المرأة، ولغة العالم غير لغة غير المتعلم وهكذا...

والعمل الروائي هو عمل إرادي بالدرجة الأولى، وهو بذلك يختلف اختلافا كبيرا عن الشعر، وبخاصة الشعر الغنائي الوجداني. فالروائي هنا يحاسب على كل شاردة وواردة في القصة، صغيرة وكبيرة، فيرسم الشخصيات بدقة متناهية، وكل منها يؤدي دوره بحساب، بالإضافة إلى اللغة والخصائص الأخرى، فهذا العمل يعد نسيجا متشابكا محكما، قويا متينا، فتشرئب أعناق القارئ إلى تلك الأحداث المتلاحقة لتصل به إلى العقدة، فيصاب بهالة من شعور غريب ينتابه، ولا يتوقف عن القراءة حتى يصل إلى نهاية القصة أو الرواية، سواء كانت هذه النهاية مفتوحة أو سعيدة أو حزينة!!

وانظر إلى المتعلم كيف يتأمل في الحياة والكون على خلاف عامة الناس، إذ يقول لطلبته مثلا: << هناك حفاظ للعلم يعملون بقليل منه، ويحملون كثيره دون تدبر فيه أو دراسة عميقة له... >> (4) ويقول أيضا: << حين أنظر إلى الكون أراه منسقا منظما، وحين أنظر إلى أعمال الناس أجد فوضى واضطراب >>(5).

ويقول وهو يتأمل أيضا: << حشرات صغيرة كالبعوضة والذبابة منحها الله تعالى نفس الأجهزة من قلب وتنفس ومعدة تؤدي نفس الوظائف في الكائنات الكبيرة كالأسد والفيل، وشدة التعجب تأتي من جسم صغير كيف يؤدي نفس وظيفة جسم كبير...>>(6).

واعتقد أن الأستاذ الروائي له باع طويلة في قواعد اللغة العربية وآدابها، ويتحكم في ناصيتها بيسر، وهذا الأمر يتجلى من خلال أعماله المطبوعة، ولكن لا أدري ولا أعرف لماذا يوظف التوكيد المعنوي بهذه الطريقة ( نفس الأجهزة ــ نفس الوظائف ــ نفس الوظيفة )

أنظر إليه من جديد كيف غرق في تأملاته التي تكاد أن تكون في أغلبها تأملات فلسفية، ألم يقل عن لسانه: << إنني أتسائل دائما لماذا الثمار الصغيرة كالبرتقال والتفاح والإجاص تعلق بالأشجار في علوها؟ ولماذا الثمرات الكبيرة الحجم كالبطيخ والدلاع تنبسط فوق الأرض؟ ولماذا المواضع العارية في جسم الإنسان تقل فيها شدة الإحساس، والمواضع المغطاة يكون إحساسها أشد؟ >> (7). سبحان من خلق فأبدع!!

وهكذا وقع الروائي في تلك الذاتية التي لا تعكس عواطفه، وهذا لا يعدّ مزية في الرواية قديما وحديثا، فانظر إلى ابن المقفع ــ مثلا ــ حتى لا يقع في مثل هذه الذاتية السلبية عند الكتاب والنقاد على السّواء، قال ابن المقفع في باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين: << قال الفيلسوف...>> فالروائي هنا هو الفيلسوف وليس ابن المقفع.

وقال الجاحظ في قصة معاذة العنبرية: << قال شيخ من البخلاء...>> فالراوي هنا هو هذا الشيخ من البخلاء وليس الجاحظ.

وقال بديع الزمان الهمداني في المقامة البغدادية: << حدثنا عيسى بن هشام، قال...>> فالراوي معروف هنا وليس الكاتب.

فرغم أن كل كاتب أو أديب من هؤلاء وغيرهم لم يتحدث بلسان المتكلم في نصه هذا أو ذاك، إلا أننا نلمح في كل منها عاطفة، ولهذا نفهم سبب إسناد الكلام لغير المتكلم حتى يقال بأن هذا الكاتب أو الأديب تجرد من الذاتية، حيث روى القصة على لسان كذا وكذا، وهذا لا يعني أن القصة بالكامل غارقة في الذاتية، لا ، فأنظر مثلا حين تقول على لسان الأستاذ: << لماذا نهارنا مملّ، وليلنا مضجر طويل؟ >> (8)، فلو نسجت القصة أو الرواية من البداية حتى النهاية بهذ الطريقة لقالوا: أنك تجردت من الذاتية، ونسبت القصة ورويتها على لسان فلان أو فلان.

ما شدّ انتباهي مسألة الإسقاطات المتمثلة خاصة في أحداث الساعة على الماضي وليس العكس من حياة الأستاذ والروائي، أنظر إلى قولك مثلا: << وحاصروا الفلسطينيين في غزة، فعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة. وعادت تركيا إلى الصف الإسلامي... >> (9)، وبعد ذلك تقول عن الماضي: <<حدثه عن انتخابات مكتب الطلبة... ومن يفوز برئاسته، ويضمن المنحة والأسفار والاختصاص، والدراسات العليا... >> (10).

قال الأستاذ الروائي: << فخرجت هائما أبحث عنها...>> (11)، ولعل الضمير هنا في << عنها >> يعود إلى الحكمة التي وردت في قول الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ : << الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها >> فقد وجدتها صراحة عند الإمام مالك ، وابن باديس، ومالك بن نبي، والأمير عبد القادر، والعربي بن مهيدي، والشيخ البشير الإبراهيمي، ومحمد العيد آل خليفة، ومبارك الميلي، ومن أحمد شوقي، ومن العقاد، وعمر المختار، والطاهر وطار، وحكيم يوناني، ويوغرطة، وابن القيم الجوزي، ونزار قباني، ونجيب محفوظ >> ص:82 ــ 87 . والحق أن هذا العمل يعد تجربة، وهي نتيجة ما أكتسبه الإنسان في الحياة لطول عمره أو من النظر إلى الكتب مثل: نصائح البشير الإبراهيمي إلى طلابه ومريده حين يقول: << إن الحياة قسمان: حياة علمية وحياة عملية، وإن الثانية منهما تنبيء على الأولى قوة وضعفا، وإنتاجا وعقما، وإنكم لا تكونون أقوياء في العمل إلا إذا كنتم أقوياء في العلم...>>(12).

وقال الأستاذ الروائي عن التعسف القائم ــ كما يرى ــ في الربط بين اللفظة ومدلولها: << وكيف أن لفظة (الوغى) التي كانت أصل معناها اختلاط الأحداث في الحرب كثرت وتحولت إلى أن أصبحت الحرب (وغى) >> (13). فهذا الأضراب لا يتوقف في حقبة من حقب تاريخ الإنسانية جمعاء، وأنت الذي أشرت إلى ملك فرنسا ( لويس العاشر) فطبع الذهب باسمه، فسمي عندما وعرف باسم (الويزة) وجمعه (الوزير) وأكثر من ذلك، وبسبب هذا التعسف، صار كل شيء جميل عندنا حتى الآن يسمى (الويز) بل أطلقنا على المرأة اسم (الوزيرة) للدلالة على جمالها ومنزلتهاََ!!

والأغرب من هذا كله حسب تقديري:لو سألت جيل الثورة عن (لاكوست) لقال لك فورا دون تردد:لعنة الله عليه!!وإذا قلت ذلك لهذا الجيل فيرد عليك: إنه شيء جميل!! ولا شك أنك تعرف ماذا أعني،وتدرك ماذا أقول!! وعلى الشباب الجزائري الأبي أن يدرك هذه الحقيقة،ويعرف جيدا نوايا العملاء،وأعداء ثورة التحرير المجيدة!! فالفوضى شملت حتى أسماء الأعلام،وخاصة الأعداء منهم!!

ـ قال التلميذ لأستاذه وهو يحاوره: ((أنا كطالب علم...)) فقال له أستاذه: ((دعها تقع....)) (14)، السؤال المطروح هنا: كيف تعرب (الكاف) في قولك (كطالب علم...) وماذا تفيد؟!

- استعمال أسماء الأعلام الكثيرة حتى يخيل إلى القارئ العادي أنه أمام معجم خاص بأسماء الأعلام، فقد حاولت إحصاء عددهم فوجدت صعوبة كبيرة في ذلك،

المهم أنها تتعدى (تسعون) أسما ناهيك عن تكرار بعضها؟!

ـ بالإضافة إلى كثرة استعمال مصطلحات اللغة العربية وآدابها كالمجاز والاستعارة والكناية والمجاز المرسل، وبعض المحسنات البديعية حتى تصل إلى مصطلح وتسمية (التناص) فالقارئ من عامة الناس لا يفقه في هذا المصطلح شيئا، ولا يعرف أنه كان يسمى عند قدماء العرب ((بالسرقات الأدبية)) وبخاصة عند كبار الشعراء من أمثال أبي الطيب المتنبي حين كان في بلاط سيف الدولة الحمداني، وكانت بينهما جفوة بسبب وشاية،في حضرة العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء، وألقى عليهم،وعلى سيف الدولة، قصيدته المشهورة في تاريخ الأدب العربي ((واحر قلباه)) وبقية القصة معروفة، فلا داعي لسردها من جديد.

وانظر إلى الشاعر العباسي الكبير بشار بن برد حين يقول له رجل: يا أبى معاذ، إنك لتجيء بالأمر المهجن، تقول مرّة:

إذا ماغضبنا غضبة مضريّة هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

إذا ما أعرنا سيدا من قبيلة ذرا منبر صلى علينا وسلما

ثمّ تقول:

ربابة ربة البيت تصب الخل في الزيت

لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت

فيقول له بشار: كل شيء في موضعه. وربابة هذه جارة لي، وأنا لا آكل البيض من السوق، فربابة هذه عندها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع هذا البيض وتحضره لي، فكان هذا من قولي لها أحبّ إليها، وأحسن عندها من:

((قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)) (15)

والرواية جديرة بالقراءة من طرف خاصة الناس قبل عامتهم مما اشتملت عليه من معلومات ومعارف ومصطلحات وأسماء لا يدرك أغلبها إلا خاصة الناس، وهذا على خلاف (الأيام) و(حياتي) ونحوهما من السير الذاتية التي يقرأها الخاصة والعامة على السواء!!

فمزيدا من القراءة والمطالعة على الرواية العربية عامة والجزائرية خاصة لتدرك نسيج هذا اللون الأدبي الجميل الذي أصبح يتصدر الرّيادة في جميع مناحي الحياة الأدبية الشعرية منها والنثرية!! بل تتصدر جميع الفنون الأخرى كالموسيقى والنحت والرسم ونحو ذلك!!

فألف ألف مبروك على هذا المولود الجديد الذي سيكون ــ لا محالة- ميلاد لعشرات الروايات حاضرا ومستقبلا بإذن الله. والله الموفق.

الأستاذ: مومني عبد العالي

قالمة في:24 نوفمبر2010

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

بين تجريم الإستعمار وتمجيده

قالمة في 31 أكتوبر 2010 م

بين تجريم الإستعمار وتمجيده



الحديث عن الحرية والعبودية، والخير والشر، والفضيلة والرذيلة، والاحتلال والاستقلال مثله كمثل الحديث عن الجنة والنار في الدنيا قبل الآخرة، والعبرة ــ كما يقال ــ بخواتمها، لأن كل نفس بما كسبت رهينة: ــ إما الجنة ــ وإمّا النار. ومن هنا يمكن القول: إن من يمجد الاحتلال في هذا العصر كمن يمجد النار في الدنيا قبل الآخرة، ومن يجرم الإحتلال في هذا الدهر كمن يجرم النار في الدنيا قبل الآخرة لدخول الجنة. فهل يعقل للإنسان على وجه البسيطة أن يسوي بين الخير والشر، وبين الفضيلة والرذيلة، وبين الحق والباطل، ومن ثم بين الجنة والنار؟!! إن من يفعل ذلك ــ لا شك ــ أنه إنسان غير سويّ؛ لا يقدر عواقب ما يفعل ويقول، وهذا ما نلحظه جليّا في قانون تمجيد الاحتلال، صدر من دولة واحدة في العالم، وعبر التاريخ كله، والانسانية قاطبة، وهي فرنسا العجوز كما قال عنها شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء!! فما هي الدوافع والأسباب يا ترى التي دفعت دولة مثل فرنسا إلى مثل هذا الفعل الذي لم تعرفه البشرية قاطبة من قبل،ولن تعرفه أمّة متحضرة على وجه الأرض إلى يوم الدين!! لماذا؟ لأنها ببساطة تشرّع إلى قانون جديد هو قانون الغاب، فيصبح بذلك القوي يفكر دائما في احتلال الضعيف تحت ذرائع شتى، وخاصة تصدير الحضارة والتطور والتقدم لهذه الأمّة أو تلك، فتتحول بذلك الحياة الإنسانية إلى حروب ومآسٍٍ لا تطاق، وأن كل شعب ضعيف يصبح يفكر إلا في الأنتقام من هذه الأمّة أو تلك التي احتلته في يوم من الأيام، وفي زمن من الأزمان، وعاثت في أرضه فسادًا وخرابًا ودمارًا، وتخلف وانحطاط في جميع مناحي الحياة، فهل يمكن أن نصدق ــ مثلا ــ مزاعم أمريكا وذرائعها لأحتلال العراق الشقيق؟!! وهل وجدوا فعلا أسلحة الدمار الشامل؟!! وهل ما قتل من مدنيين أبرياء بسبب الاحتلال ونتائجه، والفوضى الشيطانية ودوافعها ما قتل في عهد النظام السابق؟؟ ومن له الحق في هذا العالم تغيير الانظمة وتبديلها؟!! وهل تستطيع أمريكا أن تؤكد فعلا أن ما أقترفه النظام السابق فريد من نوعه عن كثير من دول المشرق العربي ومغربه؟! إن ما فعلته فرنسا الظالمة في الجزائر الأبية هو ما فعلته أمريكا في العراق الشقيق؛ مع فارق، كبير أو صغير، في العصر ومتطلباته، والعدوان وأساليبه، والدوافع وأسبابها ونحو ذلك،، فلا غرابة أن نسمع بعد عقود من الزمن من احتلال العراق أن نجد أمريكا الظالمة تصدر قانونا تمجد فيه احتلالها للعراق، وما قدمته من حرية التعبير، والديمقراطية، وخاصة ما قدمته في الفلوجة من حضارة، وسجن أبو غريب من عدالة ونحوهما.

فالجزائري القح يدرك تمام الادراك، الكبير والصغير، الرجل والمرأة، شيبٌ وشباب أن فرنسا لديها عقدة تجاه الجزائر الأبية، فكيف نشأت هذه العقدة؟ ولماذا؟ ذلك أن فرنسا ضحت بكل مستعمراتها السابقة، وخاصة السنغال وتونس والمغرب لتتفرغ لاحتلال الجزائر، وتبقى تابعة لها إلى الأبد بحكم موقعها من هذه الدول وغيرها، غير أن الرياح ــ في الغالب ــ تجري بما لا تشتهيه السفن كما يقال، فقد انتزعت الجزائر الأبية استقلالها من فرنسا الظالمة بعد كفاح مرير، والذي لم تعترف به فرنسا إلى الآن، ودفع الشعب الجزائري الأبي ثمنا باهضا لم يدفعه شعب على وجه الارض في القرن الماضي إلا الشعب الفتنامي، لذلك أصيبت فرنسا من ذلك اليوم بعقدة الجزائر الأبية، وأصيبت من ذلك الوقت بغصة لم تستطيع التخلص منها إلى اليوم !! لعل من يريح فرنسا من هذه العقدة هي أن تخرج لنا شركة عالمية تنشر أرشيف فرنسا في الجزائر مثلما تفعل مع العراق وأفغانستان ونحوهما ، فلا شك أن العالم سيعرف وجه فرنسا الحقيقي عداوة وقساوة تجاه الشعب الجزائري الأبي عبر تاريخه أكثر بكثير من أمريكا وإسرائيل ونحوهما، فكل الوثائق تحتفظ بها فرنسا إلى الآن، وخاصة السرية منها، ولا تدلنا على قبور رموز الثورة مثل قبر العربي بن امهيدي، والاديب أحمد رضا حوحو وهلم جرّا، فإذا أميط اللثام عن أرشيف فرنسا في الجزائر فستكون أبشع دولة وأمة على وجه الارض لجرائمها ودموتها، أما سجونها الرهيبة في الجزائر فحدث عنها ولا حرج، ناهيك عن النفي الجبري، وخاصة إلى جريدة كاليدونيا الجديدة!!

فعندما أختلطت المفاهيم والمصطلحات والتسميات في هذا القرن الجديد، اختلط كذلك الأمر على كثير من الساسة الفرنسيين، فلم يعد أحد منهم يفرق بين الخير والشر، وبين الفضيلة والرذيلة، وبين الحق والباطل، وبين الحرية والعبودية، وبين الجميل والقبيح، ومن هنا وجدنا بعضهم يقبح الجميل، ويجمل القبيح حتى قيل:تمجيد الاحتلال!! يا لها من عبارة قبيحة أقبح من ذنب!!

فهل بإمكان الفرنسي القح أن يمجد احتلال بلاده قديما وحديثا؟!! وهل باستطاعته أن يقرّ عن طريق القانون بفضل ألمانيا في التطور والتقدم لفرنسا في جميع مناحي الحياة؟!! أليس من حق ألمانيا الحديثة أن تعمل جاهدة إلى تمجيد احتلالها لفرنسا؟! ألم يكن هذا الاحتلال في الحرب العالمية الثانية سببا في تقدم فرنسا وتطورها في القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية؟! والدليل على ذلك، أنظر ــ مثلا ــ كيف كانت صناعة فرنسا قبل احتلال ألمانيا لها، وكيف أصبحت بعد ذلك، وخاصة الصناعة الحربية؟! أليست هذه حجة دامغة على زعم فرنسا؟!

أليس من حق ألمانيا أن تعتز وتفتخر لاحتلالها فرنسا العجوز إن أصبح صباحا أو أمسى مساءً؟! ألم تكن بذلك ألمانيا قاطرة فرنسا نحو الرقي والازدهار والتطور والتقدم في كل مناحي الحياة في العصر الحديث؟! ألم يكن هذا الاحتلال الالماني سببا في كل ما وصلت إليه فرنسا من الناحية العلمية والصناعية؟! لِمَ لَمْ تقر فرنسا العجوز بهذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس في النهار؟! هل ما ينسحب على الجزائر الأبية لا ينسحب على فرنسا العجوز ؟! إنه الكيل بمكيالين كما يقال في عصرنا هذا، في وقتنا هذا!! فالانسان العاقل السويّ يرى في كل وقت الظلم ظلمات، وأن الحرية مطلب كل الشعوب والأمم على وجه الأرض ، وهي تفتك مثلما افتكها الشعب الجزائري الأبي، ولا تمنح مجانا، هذه الحرية التي قال عنها أحمد شوقي:

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدقّ

وقال عنترة بن شداد العبسي:

وإذا حُملت على الكريهة لم أقل بعد الكريهة ليتني لم أفعل

فالإنسان أصبح عند الغرب، عموما وفرنسا خصوصا، رخيصا رخصًا لا يطاق، فشعار ( الدفاع عن النفس ) مثلا: أصبح عندهم لا قيمة ولا معنى أو محتوى له، حيث يخيل إليك أنك في قلب أمريكا، أو بريطانيا، أو فرنسا، وكل دولة تزعم أنها تدافع عن نفسها، وعلى سمائها، وبحرها وأراضيها التي استبيحت من قبل الاعداء، أو هذه الدولة أو تلك، وهم في الحقيقة بعيدون عن بلدانهم ، وخارجون عنها، كبعد الأرض عن السماء!! فأين جغرافية العراق وأفغانستان من جهة، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ونحوهم من جهة أخرى؟! فالمنطق المقلوب يقول ( الدفاع عن النفس ) في حين أن أمريكا هي التي توجد في أرض العراق أو في أفغانستان، وهما يدافعان عن أنفسهما. وقل مثل ذلك عن بريطانيا وفرنسا ونحوهما، يالها من أعاجيب سياسة العصر الحديث والقرن الجديد!!

- فالأرشيف الجزائري في فرنسا، و خاصة ما يتعلق منها بالجرائم، فهي في الحقيقة لا تمثل تاريخ الشعب الجزائري الأبي، بل هي عينات فقط من واقع عاشه و عايشه الشعب الجزائري بلحمه و دمه أثناء الاحتلال، بل هناك مرتزقة استعانت بهم فرنسا، و عاثوا في الأرض فسادا دون حسيب و لا رقيب، و خاصة الجنود السينيغاليين و المغاربة، وما فعلوه من قتل و تخريب و سرقة و تدمير و نحو ذلك في حق الشعب الجزائري الأبي!! على فرنسا العجوز أن تدرك الآن، وتعرف جيدا، أن ساعة الحقيقة قد دقت، و أن الوقت قد حان لكشف المستور، و أن تعتذر دون تردد إلى الشعب الجزائري الأبي، وأن تسعى من الآن لتعويض ما يجب تعويضه مثل تعويض ليبيا لأمريكا و أكثر، ذلك أن جرائم فرنسا العجوز في الجزائر الأبية و صمة عار في جبين تاريخ فرنسا حاضرا و مستقبلا، ومن العار أن تركب فرنسا رأسها من جديد، وتهرب إلى الأمام، وتتنصل من كل مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الجزائري الأبي!!

- للعلم أن ما هو موجود من حقائق في أرشيف الجزائر في فرنسا هو غيض من فيض كما يقال، لأن ما تعرض له الشعب الجزائري الأبي أكثر بكثير مما دونته فرنسا العجوز من خلال الوثائق و الأرشيف، و الذي يسظهر – لا محالة- للوجود إن عاجلا أم آجلا، طوعا أو كرما، وستستفيق فرنسا العجوز مثلما استفاقت أمريكا على جرائمها في العراق و أفغانستان. فلا عجب أن ننام يوما و ننهض على قانون أمريكي يمجد ما وقع في سجن (أبو غريب) و معتقل (غواتنامو) و السجون السرية وما حدث فيها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ما دامت أمريكا تزعم مثلما تزعم فرنسا العجوز أنها حملت معها مبادئ الحرية و الديمقراطية كما تزعم للشعب العراقي و الأفغاني ونحوهما.

- ومن الإنصاف أن نقول: أن هناك حلقة مفقودة بين سياسة تمجيد الاحتلال و تجريمه، وهذه الحلقة تتمثل أساسا في مصلحة الشعبين: الجزائري و الفرنسي، و أن هذا الصراع المفتعل من قبل فرنسا العجوز لأسباب تاريخية ذكرتها آنفا تجاه الشعب الجزائري في عهد الرئيس الحالي (ساركوزي) لا يخدم الشعبين بأي حال من الأحوال. فالعصر الذي نعيشه هو عصر المصالح، ومن يفرط في مصلحته فقد فرط في شعبه، وهذا ما يفعله (ساركوزي) مع شعبه دون وعي، وهذا المسعى سيؤثر –لا محالة- على مستقبل العلاقات بين البلدين و الشعبين، و بخاصة الأجيال القادمة، فما ذنب هذا الجيل الجديد أو ذاك في البلدين حين يعيش يجتر آلام الماضي، و انسداد آمال المستقبل؟!! إنها سياسة الإحتلال الجديد بكل أشكاله و ألوانه، و أن الجزائر الأبية تعمل جاهدة أن تتخلص منه بكل ما تملك من جهد و طاقة، ولها الحق، كل الحق، في ذلك، لأنها دفعت أكثر من مليون و نصف مليون شهيد لتعيش حرة مستقلة، ناهيك عن جرائم الأحتلال من بداية دخوله إلى غاية خروجه من أرض الشهداء و الأبطال و الزعماء و الثوريين و المصلحين و العلماء!!

- فعلى فرنسا العجوز أن تختار في هذه المرحلة بين أمرين أثنين لا ثالث لهما:- إما أن تعود إلى أصلها و فصلها، و تمجد مبادئها ليل و نهار، و خاصة العدل و الإخاء و المساواة، فتكون بذلك فرنسا حقا، أو أن تتمسك بأوهام لا قيمة لها، و تجري وراء السراب الذي لا يزيل العطش، و تكذب على البشرية جمعاء، أن الإحتلال شيء جميل يمكن تمجيده، و أن الحرية شيء قبيح يمكن القضاء عليها، و خاصة إذا كان حاكم فرنسا من أصول أجنبية مثل (ساركوزي) و أمثاله، وما أكثرهم الآن في فرنسا!! إما أن تعود فرنسا للفرنسيين الأقحاح، أو تتحول إلى بركان جارف يأتي على الأخضر و اليابس، وكل ما يجده في طريقها مثلما كان الحال مع ألمانيا ، ففرنسا الآن رهينة، وعلى الفرنسيين الأقحاح تحريرها من الأيادي الأثمة قبل فوات الأوان من أعدء تاريخها و مبادئها ومثلها العليا التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية!!

على كل الشعوب والأمم أن تسعى لتمجيد الاحتلال دون حياء منها، وأول شعب من هذه الشعوب المعنية بذلك هو شعب فرنسا الذي احتل من قبل ألمانيا، ذلك أن ألمانيا في الحرب العالمية الثانية حملت معها حضارة عظيمة لفرنسا، وتقدم وتطور هائل في كل مناحي الحياة وبخاصية المدينة منها و العسكرية على السواء، أنظر كيف تحولت الصناعة الفرنسية بعد ذلك، وكيف توصلت إلى تلك الدبابات، والطائرات، والسفن، والغواصات، والقنابل، والصواريخ، أليست ألمانيا هي التي طورت فرنسا مدنيا وعسكريا، فالأجدر بفرنسا العجوز أن تمجد الاحتلال الالماني لها أولا، والأحرى بها أن ترسخ هذه الفكرة التي تؤمن بها عند مريدها وطلابها، وتجعل ذلك يدرس في الكتب المدرسية، فتنشىء جيلا كاملا يؤمن بمزايا الاحتلال الالماني لفرنسا، وتوازن وتقارن كيف كانت قبل الاحتلال، وكيف أصبحت بعده؟!! إذا قبلتْ بما تريده من الجزائر الأبية، فهذا هو الحق بعينه، والصواب بذاته، والحقيقة بنفسها!! من واجب فرنسا العجوز أن تعلم أبنائها وتدرسهم فضل ألمانيا عليهم جميعًا، وتمجد ليل نهارهذا الاحتلال، وأن تجعل له يوما وطنيا في فرنسا، فإذا أدركتْ الشعوب والامم، والإنسانية قاطبة، أن تمجيد الاحتلال هو مزية وشرف، فسوف تجعل له

-لا محالة ــ يوما عالميا في الأمم المتحدة شأنه في ذلك الأيام الأخرى التي تحتفل بها الامم بهذه المناسبة أو تلك!! ليت فرنسا العجوز تفعل ذلك، و سأشيد بموقفها الشجاع ليل نهار ما حييت!! ولكن هيهات ثم هيهات فالجريمة تبقى و إلى الأبد جريمة، و الأحتلال احتلالا ما دام الجمال يبقى و إلى الأبد جميلا، و القبح يبقى و إلى الأبد قبيحا، فهل تقبل الإنسانية في يوم من الأيام، وفي زمن من الأزمان أن تمجد القبيح و تذم الجميل، فالإنسان مفطور على الحرية لا العبودية، و الإستقلال لا الإحتلال، ومن هنا يمكن القول:- إن من يمجد الإحتلال، وينوه به، و يثني عليه، ويشيد به، هو إنسان غير سوي على الإطلاق، يخالف البشرية قاطبة و جاجاتها، و الفطرة و نواميسها، و الأنسانية و مقوماتها، ففرنسا العجوز تتهرب من الحق، لأن الحق ليس بجانبها،لذلك بزعجها و يقلقها كثيرا، و يقض مضجعها، فهي تكاد تكون مفطورة على الظلم، وهي لا تستطيع أن تحيا بغيره تجاه الجزائر الأبية، إنها دولة (ساركوزي) لا دولة (ديغول) ولا (بونبيدو) ولا (شيرك)، هؤلاء الفرنسيون الأقحاح الذين كانوا أوفياء لتاريخ فرنسا و حضارتها و ثقاتفتها، و مبادئها الإنسانية الخالدة التي روجت لها كثيرا!!

الأستاذ و الأديب و الناقد

مومني عبد العالي

الأحد، 19 سبتمبر 2010

القضية الفلسطينية والأسطورة اليونانية.


قالمة في 03 جوان 2010 م
القضية الفلسطينية...
والأسطورة اليونانية.

الومضة الأولى:

قال قائل: ما شأن العرب؟ وما مصيرهم ؟ هل تشرق الشمس عليهم؟!و تسمع بهم الروم والعجم والأفرنج؟ ماذا قدموا للبشرية والإنسانية على السواء؟ بل ماذا قدموا لشعوبهم وأممهم يا ترى؟! أجاب الراوي:- كانت أمة عظيمة لا تغيب عنها الشمس، وكانت تعيش في ازدهار وتطور ورخاء في جميع مناحي الحياة، تقود العالم كله، والإنسانية قاطبة، نحو الحضارة والعلم والثقافة والمعرفة، حتى أصبت بعد قرون بالوهن والضعف فلقبت ( بالرجل المريض )، فانهارت بعد قوة، وعزة، ومجد عظيم، أصابها ما أصاب الشعوب المتخلفة إلى الاحتلال، وقسمت هذه التركة على الغرب، إربا إربا بما يعرف بتقسيم ( ساكس بيكو ) فتدخل الأعداء من يهود ومسيحيين بينهم، فوثبوا للقتال أكثر من مرة مع بعضهم بعض، مثلما حدث لهم في عهد الرسول (ص) في المدينة المنورة، والتي جاء ذكرها في سورة آل عمران، فلم تجد زعيما يهديهم ويرشدهم مثلما فعل الرسول (ص) عندما خرج إليهم في ذلك الوقت بسبب ذلك الفتى اليهودي الذي أمره ( شاسا بن قيس ) أن يجلس بين الأوس والخزرج، ويذكرهم بما كانوا عليه في الجاهلية من أحقاد وحروب ، وعداوة وبغضاء، فعل الشاب ذلك، حتى وثبوا للقتال فيما بينهم، فخرج إليهم القائد العظيم للمسلمين محمد(ص)، فأصلح بينهم، مخاطبا إياهم عن طريق الوحي، موبخا إياهم: (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آياته، وفيكم رسوله؟).
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!
الومضة(2) 

فمن يستطيع الآن أن يخرج لهذه الأمة، ويصلح من شأنها من المحيط إلى الخليج، ويبعدها عن هذا الوهن والضعف الذي أصابها، وهذه التفرقة، وهذه العداوة، والتشرذم ونحو ذلك، وكأنني بهم لم يقرؤوا قوله عز وجل، بل كأنني بهم قرؤوه عكس ما أراده الله عز وجل: (أشداء على الكفار، رحماء بينهم ). فلنحاسب أنفسنا مع أنفسنا، ونعود إلى طريق الحق والصواب والإيمان، لأن القوة بالمفهوم الواسع مرتبطة أشد الارتباط بهم، لا بالباطل والظلم والاستبداد، والاستعباد، والقهر ونحو ذلك من مظاهر الانحطاط والتخلف في جميع مناحي الحياة.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(3) 

لماذا نكذب على أنفسنا، يا بعض حكام العرب، ونكذب على شعوبنا وقضايانا المصيرية، وشبابنا الذي ضيع عمدا، وقدمنا الجاهل وأخرنا العالم، أبهذه الطريقة تنهض الشعوب والأمم؟! لماذا نكذب على أنفسنا ونحن جزء من المؤامرة على قضيتنا المركزية، قضية فلسطين الحبيبة!! لماذا نكذب على أنفسنا وبعض حكام القرار السياسي ليس في أيديهم هذا الأمر، فمن يملك فعلا القرار السياسي هي أنقرة، وطهران، وحركة حماس، وحزب الله، ودمشق، والدوحة وغيرهم، أما القاهرة، وعمان، والرياض، ومراكش فلا يملكون ذرة من القرار السياسي، فالرياض تعد بتعمير قطاع غزة، وتبرعت بمليار دولار للشعب الفلسطيني المحاصر والمدمر بالآلة الصهيونية، يعيش في العراء، ودون مأكل أو ملبس أو دواء، ولا تستطيع أن توصل كيسا واحدا من الإسمنت إلى قطاع غزة، لماذا؟ لأنه ببساطة تكذب على نفسها قبل أن تكذب علينا، وعلى شعبها قبل شعبنا، إنها – والله – لا تملك بيدها القرار السياسي على الإطلاق!! فكل هذه العواصم التي لا تملك القرار السياسي بيدها فلا تستطيع أن تبادر، وتحقق هدفا نبيلا، أو إنسانيا إلا إذا مرت هذه الفكرة أو تلك بعواصم القرار السياسي ابتداء من (تل أبيب) إلى (واشنطن)، إلى (لندن)، إلى (باريس)، إلى (برلين)، ونحو ذلك.والشيء المضحك، بل المؤسف فعلا أن تجد رئيس السلطة الفلسطينية في (رام الله) يندد بالعدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية، إلى قطاع غزة!! هل سعى يوما إلى فك الحصار على هذا القطاع، يا للعار!! إنه جزء من الحصار للقضاء على غريم ( فتح )، إنه يستقبل أعداء الأمّة العربية والإسلاميّة بالأحضان، والورود، والترحاب، وعندما تطالب بعض الدول العربية بإيقاف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية، والكيان الصهيوني تتحفظ لذلك، سواء كان هذا الحوار مباشرا أو غير مباشر، لماذا؟ لأن هذا يعني ببساطة فشل مشروع التسوية من بداية ( أسلو ) إلى الآن، وهذا يعني أيضا أن لا مبرر لوجود هذه السلطة وأتباعها في الحكم ، فلا يوجد بديل لديهم على الإطلاق، فخيار المقاومة لم يعد مطروحا لديهم بتاتا، وهو الخيار الذي اكتسبوا من خلاله الشرعية، والاعتراف العربي والإسلامي والدولي، فلولا المقاومة لما تحاور أحد مع هذه السلطة، إلا أنها اختارت في الأخير نهجا آخر جديدا، وهو خيار السلام دون مقاومة، أو كفاح مسلح، كما هو الحال مع الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة، إلا أنها لم تجن منه إلى الآن شيئا. فقصة المفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيوني تذكرني بقصة، أو قل أسطورة يونانية قديمة، أن رجلا طلب منه لتحقيق حلمه وهدفه شيء واحد، هو أن يحمل حجارة، أو صخرة كبيرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فيحاول الرجل أن ينقل تلك الصخرة بجهد كبير إلى الأعلى، فما يكاد يصل إلى النهاية حتى تخرّ قواه وتضعف، فتتدحرج تلك الصخرة إلى الأسفل، وفي اليوم الثاني يعيد الكرة، وهكذا يستمر في هذا الدرب البائس الذي لم يتحقق هدفه حتى مات. كذلك السلطة الفلسطينية، فمن مؤتمر ( مدريد ) وهي تفاوض الكيان الصهيوني، وكلما وصلت من الحل النهائي، تغيرت حكومة (تل أبيب)، فيعاد النقاش من الصفر، ودون شروط مسبقة، والأراضي المحتلة تبتلع في كل يوم، والبناءات مستمرة مع استمرار المفاوضات، فوضع اليهود السلطة الفلسطينية في (رام الله) أمام واقع جديد، إلا أنها لا تتعظ ، لأن القرار ليس في يدها، بل في يد عواصم أخرى، وستبقي اللعبة مستمرة هكذا حتى يثور الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ويغير المعادلة، ويسلك طريقا جديدا يختاره لنفسه عن طواعيّة دون كره أو إجبار من أحد، أو تدخل أجنبي، بل قل حتى عربي، ويضع لنفسه خطة التحرير، ويملك زمام المبادرة، ويصبح القرار السياسي في يد السلطة الفلسطينية فعلا لا قولا، هنا، وهنا فقط يمكن أن نقول: أن الشعب الفلسطيني سيتحرر في يوم من الأيام، وأن الحاضنة العربية ستعود إليه من جديد، عندما ترى جدية الموقف الفلسطيني، وقراره المستقل، فيسعى القريب والبعيد، العربي والعجمي، والمسلم المسيحي، وكل من يحب الحرية والعدالة والإخاء والمساواة ونحو ذلك من الحقوق الإنسانية، إلى مؤازرة هذه القضية العادلة، والوقوف إلى جانبها، ولا نقول شيئا يغضب الإنسانية، ونتجنب أخطاء الماضي، فلا نقول ـ مثلا- مثلما قلنا في الماضي: ــ سنرمي إسرائيل في البحر، ونحرق الكيان الصهيوني ونحو ذلك من الحجج التي تستعملها إسرائيل في كل مرّة ليتعاطف معها الغرب، والمجتمع الدولي، المكون في الغالب من الدول التي تقف مع إسرائيل. بل ينبغي محاربتها بشعارات الغرب نفسه، ومبادئه الإنسانية، وحقوق الإنسان، والعدالة، والحرية والمساواة ونحو ذلك من القيم الإنسانية!! فنظرة الغرب، خاصة الشعوب منها، بدأت تتغير شيئا فشيئا، وتتحول رويدا رويدا حين وقعت إسرائيل في الأخطاء نفسها التي وقع فيها العرب من قبل عند إنشاء هذا الكيان الدخيل على الأمة العربية والإسلامية، وتحول بذلك المظلوم إلى ظالم، فقد روّجوا كثيرا إلى معاداة السامية، و ( الهلوكست )، وأن العرب أشرار، وليسوا أخيار، لأنهم يريدون رمي إسرائيل في البحر، فوقف العالم في أغلبه إلى جانبهم ضد الأمة العربية والإسلامية، فكانت بذلك هذه السياسات الفاشلة، لم تؤد إلا إلى الكوارث والاستسلام والهزيمة، وسلب الإرادة من الحكام، فلم يعد أحد يملك بيده القرار السياسي في المحافل الدولية، وكل قطر عربي تجده لا يفكر إلا في أزماته ومشاكله وتخلفه، أما الكيان الصهيوني فيعمل ليل نهار لفرض أمر واقع جديد في المنطقة العربية بشتى الطرق والوسائل الجهنمية، ومن هنا تفوقوا علينا أجمعين ومجتمعين. فلماذا أهملت الدول العربية الصناعة والتكنولوجيا، والعلوم الحديثة؟! لأن الغرب أراد ذلك، فلا يمكن أن يتحول العرب والمسلمون إلى قوة خاصة بعد انهيار الاتحاد السفياتي!! أما إذا كانت هناك قوة عربية أو إسلامية تملك زمام المبادرة، وكذلك القرار السياسي المستقل عن الغرب، حتى وإن كانت هذه القوة حزبا سياسيا صغيرا، له ذراع مسلح، مثل (حزب الله)، و(حماس)، فتضعهم الغرب جميعا في خانة واحدة، حتى تطوقهم، وتنزع عنهم الشرعية في الوجود، وهي خانة (الإرهاب)، وقل مثل ذلك بالنسبة (لطهران) منذ قيام الجمهورية الإسلامية هناك، وأصبحت قريبة من العرب، وابتعدت عن الغرب، فبدلا أن نستثمر ذلك في صالحنا عن طريق سياسة حكيمة رشيدة، يتدخل بيننا وبينها الغرب حتى يحدث القطيعة بيننا، فهذه الدولة وغيرها مثل (تركيا) فهي دول مجاورة للعرب، أحببنا أم كرهنا، فالجغرافيا تفرض علينا التعاون والتفاهم والأخوة، لا العداوة والصدام والتفرقة، وخاصة وأنها دولة مسلمة، يصرف النظر عن مذهبها، فكل شعب حر في مذهبه كما هو حر في عقيدته!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(4) 

وعليه فالمطلوب من جميع الدول العربية المجاورة للدول غير العربية أن تقيم معها علاقات فريدة من نوعها، تصل في النهاية إلى علاقات إستراتيجية حتى لا تجد أعداء الأمة العربية منفذا للتغلغل والتدخل بين الشعوب العربية وغيرها من الدول المجاورة لها من المحيط إلى الخليج. هذه سياسة الحاضر والمستقبل، فلا مناص من احترام الجار والجوار، وخاصة ونحن مسلمين، نحترم الجار احتراما كاملا، فلا نخذله ولا تخونه، ولا نتآمر عليه، نزولا عند التعاليم الربانية والإنسانية على السواء!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(5) 

- هناك يهود من أصول عربية من المغرب الشقيق، والجزائر، وتونس، والعراق، و أثيوبيا، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، ونحو ذلك، هاجروا أغلبهم إلى فلسطين ليعيشوا فيها، وطردوا أصحابها، فهل كل من أسلم في أمريكا، وحسن إسلامه، أو في بريطانيا أو في روسيا ، أو في فرنسا أو في ألمانيا له الحق في الأراضي العربية السعودية، باعتبار أنها مهد الديانة الإسلامية؟!! ما هذا المنطق المقلوب؟!! فأصبحت كل الأجناس في العالم من أصول يهودية مت جميع الأعراق والأنساب لهم الحق في الاستيطان في أرض فلسطين، والاستقرار فيها، وطرد أصحابها الشرعيين الحقيقيين. أما يهود فلسطين فلهم الحق، كل الحق، في البقاء في فلسطين، وكذلك المسيحيين، والمسلمين على السواء، فهي أرضهم، ولا أحد بإمكانه أن ينازعهم فيها. والنقطة الفارقة في هذه القضية الإنسانية العادلة، القضية الفلسطينية، هي أن العالم بدأ يستيقظ على مأساة هذا الشعب الأبي، والمظالم التي لحقت به، وخاصة مع ( قافلة الحرية ) التي فضحت إسرائيل أمام العالم، رغم انحياز أمريكا لليهود الصهاينة في الخير والشر على السواء، وما حدث لهذه القافلة سيبقى وصمة عار على جبين أمريكا قبل إسرائيل، فلو وقع لقافلة إسرائلية ما وقع لهذه القافلة الإنسانية، التي فضحت إسرائيل بالكامل، لما توقفت التصريحات النارية، والاتصالات التي لا تتوقف، والمساعي الحثيثة، والقرارات الصارمة، والعقوبات الجازمة مثلما فعلت مع رئيس العراق السابق ، وإيران، وكوريا، فهي لا تتوقف حتى تحقق جميع أهدافها، بما فيها الاغتيالات والإعدامات، لنشرت بذلك الرعب في المنطقة العربية، فإذا عطس (بوش الإبن) ــ مثلا ــ لا ينام زعيما عربيا قرير العين، فيعتقد أن الدور سوف يكون عليه هذه المرة!! فاستسلموا جميعا إلا القليل منهم، وهاهو الصوت الفلسطيني في الداخل يقول بملء فيه: نحن باقون ما بقى الزعتر والزيتون، نحن باقون!! ولا يخشى في ذلك لومة لائم، ما دام على حق، والأخر على خطإ، فمتى يعرف الزعيم العربي هذه الحقيقة، وأن يعيش لشعبه لا لعدوه، ولشبابه لا لغيره، ولبلاده ولماله وثروته، مستقلا عن العبودية، والأوامر الغربية، واستغلالهم الفاحش لثرواتهم في خدمة البلاد والعباد، وخاصة ثروات دول الخليج قبل أن ينضب البترول إن آجلا أو عاجلا، فكيف يكون مصيرهم بعد ذلك؟! هل يهتم الغرب بصحراء قاحلة ليس فيها ثروات ومعادن وكنوز ونحو ذلك؟!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(6) 

لا أحد يشك في العالم العربي والإسلامي أن الحكومة المصرية شريك أساسي مع إسرائيل في حصار غزة، وشعب غزة، لأنها لا تملك القرار السياسي في يدها حتى تفتح معير (رفح) باستمرار، ودون شروط، أو أجل مسمى، ولهذا السبب، فقد رفع العرب القضية إلى مجلس الأمن، فهل ينظرون من مجلس الأمن حتى يفكوا الحصار على قطاع غزة؟! وهم يعرفون حق المعرفة أن النقض الأمريكي ينتظرهم، كل ذلك حتى يظهروا أمام شعوبهم أنهم ليسوا جزء من مأساة الشعب الفلسطيني، وأن المجتمع الدولي هو الذي يفرض ذلك، هذا المجتمع الذي لا يصدر قرارات ملزمة إلا إلا على العرب والمسلمين، مثل العراق، وليبيا، والسودان، وسوريا، والصومال، بالإضافة إلى كثير من الدول الإسلامية! ما مقدار الثمن الذي دفعه - مثلا- الشعب العراقي البطل، والشعب الليبي الأبي!! إنها مأساة لا تقدر بثمن!! ينبغي أن تنتهي هذه القصة، قصة القضية الفلسطينية، مهما حاولت السلطة الفلسطينية أن تحقق إنجازا بسيطا لذر الرماد في العيون، فسوف تبقى القضية قائمة ما دام الشعب الفلسطيني مشردا، ويعاني الويلات والعذابات من عهد النكبة إلى يومنا هذا!! فكل حل يفرض بالقوة لا يكتب له النجاح إن عاجلا أو آجلا، في الشرق والغرب، عند العرب والعجم على السواء!! فالقضية قضية عادلة، ولابد أن يكون حلها حلا عادلا، فإن كان غير كذلك، فيبقى النزاع قائما، ولا يمكن أن يتصور الغرب أنه سيكون مثل حال الفردوس المفقود للعرب في الأندلس، فتلك أرض في تخوم الغرب، أما فلسطين ففي قلب العرب، ولن يهدأ لهم بال حتى يجدونها يوما محررة من الغاصبين المحتلين الذين جاؤوا من كل صوب وحدب. فليعد كل واحد إلى موطنه الأصلي، ولا يبقى فيها إلا أصحابها من يهود ومسيحيين ومسلمين!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(7)
فالجدار الفولاذي لا يوجد في العالم كله إلا في مصر مع قطاع غزة، فالشقيق الأكبر لا يفعل بشقيقه الأصغر هذه الفعلة مهما كانت الدواعي والأسباب، وأن أخباره جاءتنا من إسرائيل قبل مصر، ومن الصحافة الصهيونية قبل المصرية، ومن (معاريف) قبل (الأهرام) العريقة، ومن ضباط إسرائيليين قبل المصريين!! والغريب في الأمر أن النفي كان سيد الموقف، ولكن هيهات فالشمس لا يمكن إخفائها بالغربال كما يقال عندنا في الجزائر، تقول مصر في اجتماع القمة العربية في (الكويت) أنها أمررت فورا أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أن يفتح معبر رفح، ولكن فتح بائس، لذر الرماد في العيون أمام الشعوب العربية والإسلامية فقط، قبل زعمائها، والجميع يعرف هذه السياسة الفاشلة، والمزايدة المفضوحة، وأن بعضهم يتكلم عن الحكومة المصرية وكأنه مازال يعيش في عهد جمال عبد الناصر، لا في عهد أنور السادات وخاصة جمال مبارك وآل مبارك!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(8) 

فأين يختفي خادم الحرمين الشريفين، وصاحب الضربة الأولى على إسرائيل؟! فقد كانت القاهرة والرياض في عداوة على أرض اليمن، وها هما الآن متآلفان منسجمان متحدان على التآمر على الشعب الفلسطيني الشقيق، فآل مبارك، وآل سعود يتحملان المسؤولية الأخلاقية والقانونية في الدفاع عن الأمة العربية، باعتبارهما من أكبر الدول العربية في الشرق الأوسط، ومن أكبر الشركاء مع أمريكا التي تقف بكل جهد مع أعداء الأمة العربية والإسلامية، أين صوت القاهرة العظيم، وصوت الرياض المسلمة، تلك البلاد التي ثوى فيها أحسن وأجمل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم!! فهل القرآن الكريم دعاهما ليتعاونا مع الأعداء ضد الأشقاء، ويتآزرا مع المسيحيين ضد المسلمين، ويتعاونا مع الإفرنج ضد العرب من سكان غزة!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(9) 

الغريب في الأمر أن العربي يتصف بالأنفة والإباء، والمروءة والشهامة، وتحو ذلك من الصفات الحميدة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، وها نحن نرى بوضوح وجلاء صوت إسرائيل أعلى من صوت مصر الكنانة، والعربية السعودية، مهد الوحي، وبقية الدول العربية، فصوتها تسمعه مدويا في كل مكان، حتى في القاهرة قبل العدوان على قطاع غزة، أما تركيا فحين كان ( أولمرت ) فيها، ولم يخبر ساستها بهذا العدوان، اعتبروا ذلك خيانة منه لا تغتفر، فثارت ثائرتها في وجه إسرائيل، ولم تتوقف إلى الآن، فسالت دماء لذلك وزهقت أرواح، أما مصر الكنانة فلم يكن صوتها أعلى من صوت الكيان الصهيوني، ولم تعتبر تهديداتها من القاهرة اعتداء على مشاعر الشعب المصري الشقيق!! إنه العار بعينه، لذلك قال أحد الشعراء القدماء:-
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
بل نرى كل يوم صوت إسرائيل أعلى من صوت مصر والعربية السعودية، أعلى من صوت (القاهرة)، و (الرياض)، فأين الرجولة العربية؟!، والأنفة ؟!، والشهامة يا ترى؟!
ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!
فما الحل أمام هذا الوضع البائس المخزي، والموقف المتخاذل؟! هناك خياران لا ثالث لهما:- إما النصر أو الاستسلام، وأن نقر بذلك دون تردد، فالنصر أعني به كسر حاجز الخوف إلى الأبد من إسرائيل، والعمل على تغيير كل مناهج العمل العربي المشترك، ووضع نهجا جديدا يكون نابعا من نبضات الشعوب العربية وآمالها وأحلامها، وأن تعتمد على القوة الداخلية قبل الخارجية، وعلى الشعب قبل الأصدقاء، هنا يمكن أن ننجح وأن ننتصر، ويعود الشعب العربي الفلسطيني إلى أرضه منتصرا، وتعيش الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج، في سلام ووئام دون خوف أو تخلف أو جهل إلى الأبد.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(10) 

فكثير من الدول النفطية، وخاصة الخليجية، منها لها أموال وثروات مودعة في البنوك الغربية، وخاصة بنوك الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تتآكل باستمرار، والشعوب العربية والإسلامية، بعضها يتضور جوعا، ويفتك بها التخلف، والجهل، والمرض، وسيأتي اليوم عندما تحتاج هذه الدول النفطية، وخاصة الخليجية إلى أموالها وثرواتها ستعمل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية على تجميدها، ولا تستردها لأصحابها، وهذا الأمر ليس سرا على أحد، فقد عملت (الرياض) بصفة حاسمة على انهيار الإتحاد السوفياتي سابقا، بطلب وضغط من أمريكا بالخصوص، وذلك عن طريق جعل هذه المادة الأساسية عند العرب قبل الغرب سلعة رخيصة في ذلك الوقت، فلم يتحمل الإتحاد السوفياتي ذلك الوقت هذا التقهقر الرّهيب في الأسعار، فانهار بذلك هذا التجمع العالمي الكبير!! فماذا استفادت (الرياض) من هذه السياسة؟!! وأغلب الشعوب الإسلامية تعيش في فقر متقع، وجهل، ومرض، وتخلف، ولا نجد طريقة مثلما عمل عمر بن الخطاب في وقت المجاعة؟! ماذا فعلت (الرياض) حين تجد المجاعة التي تؤدي إلى الموت عند المسلمين بالخصوص؟! وأين ذهبت تلك الأموال الهائلة؟! وهل استثمرت لصالح المسلمين أم المسيحيين واليهود؟! فمن أجل بقاء العرش، واستمراره، يعمل بعضهم، بل يصرح قائلا: (أتحالف حتى مع الشيطان من أجل العرش؟! ) وهذا غير مجهول لدى كافة دول العالم في الماضي والحاضر، وهذا الأمر سيستمر في المستقبل القريب والبعيد إذا لم تنتفض الشعوب سلميا للمطالبة بأموالها وثرواتها في البنوك المسيحية واليهودية في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية!!.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(11)
فقد انقلب الغرب عموما، وأمريكا خصوصا، على الديمقراطية في فلسطين، لأنهم يريدون أنظمة ضعيفة في المنطقة تنقاد لرغباتهم بسهولة، ولذلك فهم يشجعون الأنظمة الديكتاتورية والمستبدة والظالمة والفاسدة، ويساندونها بكل ما يملكون من قوة، وخاصة القاهرة، عمان، والرياض، ورام الله. فالسلطة الفلسطينية في (رام الله) غير شرعية، فهي انهزمت في الانتخابات الحرة والنزيهة التي فازت بها (حركة حماس)، فهذه الأخيرة هي التي تمثل الشعب الفلسطيني من الداخل والخارج، فانقلبت عليها الغرب والعرب، وخاصة دول الاعتدال، لأن القرار السياسي في يدها وليس في يد واشنطن أو لندن أو باريس، أو القاهرة، أو عمان ، أو الرياض!!.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(12) 

فالغرب يقف إلى جانب الدول العربية غير الديمقراطية، بل الاستبدادية والمفلسة والفاسدة، حتى تستطيع أن تتحكم في قرارها السياسي، بل السيادي كيفما شاءت وأرادت، وتنهب ثرواتها وكنوزها، وتبقى شعوبها فقيرة، بعضهم يعيش تحت مستوى الفقر في العالم رغم الثروات الهائلة، والأموال الطائلة في البنوك الغربية عامة والأمريكية خاصة!! أليست هذه الحقيقة، وهذه أموال تتآكل مع مرور الزمن، فلم تستفد منها الشعوب الفقيرة على الإطلاق، هذه الثروة التي وهبها الله للعرب والمسلمين أصبحت في يد الغرب وأمريكا خصوصا، فهم الذين يتحكمون في الإنتاج والسعر، ويتلاعبون بهما كيفما شاؤوا وأرادوا. ألم تقرأ الرياض والقاهرة وعمان قوله عز وجل: (إن المبذرين إخوان الشياطين ) متى يتحرر هؤلاء الحكام من سيطرة الغرب، ويرفعون صوتهم عاليا مثل تركيا وإيران؟! متى يصبح القرار السياسي يصنع في هذه العواصم وليس العواصم الغربية؟! ومتى تستفيد الشعوب الإسلامية بأموالهم وثرواتهم وكنوزهم بدلا من الشعوب المسيحية واليهودية؟!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(13) 

فأين هؤلاء الحكام من قوله عز وجل: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل..) ولماذا يتواطىء الغرب والعرب على إجهاض الديمقراطية في المنطقة العربية؟! ولماذا يتعاملون مع السلطة في رام الله غير الشرعية، ويبتعدون عن السلطة الشرعية في قطاع غزة، إنها المؤامرة ضد الأمة العربية والإسلامية، وأطرافها أصبحت معروفة، الغرب عموما ودول الاعتدال خصوصا!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(14) 

رام الله تطالب بإلحاح الدول العربية من خلال الجامعة أن تجد لها غطاءً شرعيا لاستمرار المفاوضات مع الكيان الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وعندما حاول بعض العرب المشاورات غير المباشرة مع إسرائيل بعد اعتدائاتها على قافلة الحرية بغية كسر الحصار على قطاع غزة، والتي هي جزء منه، تحفظت لذلك؟ لماذا؟ ببساطة أن نظام (رام الله) لا يجد مشروعا بديلا عن ذلك، فإذا قبلت بتجميد المفاوضات المباشرة غير المباشرة فهذا يعني ــ لا محالة ــ نهاية مشروع (أسلو) من البداية حتى النهاية، وأن جميع قادة (رام الله) عليهم أن يذهبوا إلى بيوتهم، وأن مستقبلهم السياسي قد انتهى دون رجعة، ولهذا تراهم يحافظون على فكرة (المفاوضات) بالنواجد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا !!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(15) 

إن حركة فتح تأسست على قاعدة واحدة هي النضال والكفاح المسلح إلى جانب النضال والكفاح السياسي، ذلك أن الطائر لا يمكن أن نتصوره يطير بجناح واحد، وإذا بقي له جناح واحد، فيصبح يزحف على الأرض ولا يمكن بمقدوره أن يطير إطلاقا، فهذا مخالف للطبيعة والفطرة، وهذا ما فعلته ثورة المليون ونصف المليون في الجزائر الحرة المستقلة!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(16) 

فأصبح هؤلاء وهؤلاء الذين استسلموا لأعدائهم، وتملكهم الخوف منهم، يقرؤون الآية الكريمة بالمقلوب، وسيحاسبهم الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فقد أصبحوا بذلك أشداء على إخوانهم، رحماءٌ على أعدائهم!! فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما يعرف الجميع من المحيط إلى الخليج، فهم أصبحوا جزءا من مأساة فلسطين الحبيبة الغالية على الشعوب العربية والإسلامية. قلبوا الطاولة في وجه المرحوم (ياسر عرفات)، فلا تجد حكما برلمانيا في العالم العربي إطلاقا، ففرض الغرب والعرب هذا النوع من النظام على فلسطين حتى يهمشوا الرئيسي الفلسطيني آنذاك، فأصبح رئيس الحكومة هو الحاكم الأول في البلاد والعباد، له كل الصلاحيات التنفيذية، ورئيس الجمهورية له صلاحيات محدودة جدا، وبعد الانقلاب على حركة (حماس) الذي فازت بالانتخابات لم يتعامل العرب قبل الغرب معها في إطار القانون، ولم يجهروا بذلك على الإطلاق، وانهزمت حركة فتح أمامها، فقلبوا الطاولة على رئيس الحكومة الفلسطينية جميعا، وهاهو الرئيس الفلسطيني تعود له جميع الصلاحيات دون أن تكون في الدستور حتى يتعامل معه بعض الدول العربية قبل جميع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية! ما هذه المهازل؟!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(17)
هل وجدتم صوتا واحدا من القاهرة أو عمان أو الرياض يقول بملء فيه، وبصوت عال (هذا ظلم، وأن حماس فازت بطريقة ديمقراطية كما أرادها الغرب قبل العرب!!) إنهم والله أشباه الرجال، ورباه الحجال، يرقص بعضهم بالسيف العربي الأصيل مع (بوش) فهل رقص هذا وذاك في الخفاء معه في واشنطن؟! ما دام قبل (بوش) بذلك، فهل بإمكان هذا الزعيم أو ذاك أن يرفض شيئا (لبوش) الذي قبل برقصة السّيف، تصوروا خادم الحرمين الشريفين أو فرعون القاهرة ونحوهما يرقصان في الخفاء رقصة الشيطان مع (بوش)، ذلك أن هذه الأخير نزل عند رغبتهما ورقص معهما رقصة الرياض والقاهرة ونحوهما، فكيف ترفض هذه العواصم ما فعلته مع (بوش) في عواصمها وهو لا يفعل ذلك معهم في عاصمته!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(18) 

هل وجدتم في العالم المعاصر شعبا ضعيفا ، لا حول له ولا قوة، تعتدي عليه بطريقة وحشية وبربرية بأعتى الأسلحة الحديثة وأقواها ، ويحاصر هذا الشعب الصغير في قطاع عزة برّا جوًا وبحرًا، بل وتحت الأرض، وقطاع ليس تابعا لإسرائيل، فتحتل القطاع في عدوان 1967 م وتحت ضربات المقاومة الشريفة المشروعة إنسانيا و عالميا ودوليا،هربت إسرائيل من هذا القطاع، وبعد ذلك تصنف هذه المقاومة للاحتلال بالمنظمة الإرهابية ، وقل مثل ذلك لجنوب لبنان، وما يقال عن حزب الله الذي هزم إسرائيل، فكلاهما حركتان مقاومتان، كل منها يدافعان عن أراضيهم و أوطانهم، فهل يمكن أن تقبل أمريكا والغرب كل مقاومة على أراضيهم ماضيا وحاضرا ومستقبلا بعمل إرهابي يمكن إدانته، وأن تخضع هذه الدول الغربية للمحتل، وإن فكرت في مقاومته، تصنف على أنها منظمة إرهابية.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(19) 

فما حدث في أمريكا في 11سبتمبر إرهاب بالمعنى الصحيح، وفي إسبانيا، في بريطانيا، وقل مثل ذلك في مصر والجزائر والصومال، فمن يتعرض في أرضه لعدوان ظالم من أي جهة كانت، أو منظمة، فهذا هو العمل الإرهابي. أما مقاومة الاحتلال فهو مشروع أخلاقيا وقانونيا، وكل الشرائع الأرضية والسماوية تبيح ذلك، لماذا هذا المنطق المقلوب من طرف أمريكا خاصة والغرب عامة؟! هل يقبلون به يوما عندما تتغير أحوال الشعوب، ويصبح يوما ما القوي ضعيفا، والضعيف قويا، وتتعرض أمريكا للاحتلال وكذلك الغرب، هل يمكن أن نطلق آنذاك على المقاومة للاحتلال بالإرهاب؟!! هذا منطق مقلوب يجب محاربته، فهو يعرض البشرية والعالم كله إلى الخطر، ما دام يتعارض هذا المنطق مع الفطرة وطبيعة الإنسانية...
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(20) 

فأمريكا هي التي أصبحت تحدد للعرب والمسلمين أعدائهم داخل العالم العربي والإسلامي، والحكومات تقبل بذلك في الغالب، وتنير ورائها مقابل بعض الفتات، فقالت لهم: بغداد هي عدولة العرب والمسلمين، فحاربوها وهزموها حتى أعادوها للقرون الوسطى من أجل السيطرة على النفط الهائل عند العراقيين، ثم قالت لهم أفغانستان الضعيفة، التي لا حول لها ولا قوة، هي عدوة العالم المتحضر، فقبل العرب والمسلمون بذلك، فحفرت بنفسها قبرا لها إن شاء الله، ثم حاول أقناع العرب جميعا، وخاصة دول الخليج، أن العدو هذه المرة هي إيران التي تعد العدة الكافية للدفاع عن نفسها، والاستغناء عن الغرب في كل شيء، وأن قرارها السياسي في يدها، والغرب يريد أن يسلب منها هذه الورقة الرابحة مثلما فعلت ذلك مع مصر بعد رحيل (جمال عبد الناصر)، ناهيك عن القلاقل والاضطرابات والمشاكل المفتعلة من أمريكا خاصة، والغرب عامة في قلب الأمة العربية والإسلامية!!
1 ــ العقاب الجماعي للمدنيين في قطاع غزة بعد جريمة ضد الإنسانية بأتم معنى الكلمة.
2 ــ حصار شعب بأكمله برّا وبحرا وجوّا، وحتى تحت الأرض، يعد عملا مخالفا لجميع الأعراف الدولية، وكأننا أصبحنا في غابة القوي يأكل الضعيف، والمجتمع الدولي يدير ظهره لهذه الجريمة الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه يسعى بكل جهد لمعاقبة إيران على نوايا لا يعلمها إلا الله، أما إسرائيل فهي فعلا تملك أسلحة الدمار الشامل، وخاصة السلاح النووي، ورغم ذلك، فالمجتمع الدولي يغض الطرف على إسرائيل، ويحميها بكل الطرق إبتداءا من أمريكا، ومرورا (بلندن)، و(باريس)، و(برلين)، وانتهاء بالمتواطئين مع المجتمع الدولي.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(21) 

والسؤال الجوهر الذي يطرح نفسه بإلحاح وقوة: أين القانون الدولي؟! وأين المجتمع الدولي؟! وأين حكام الغرب عندما يتعلق الأمر بإسرائيل في كل كبيرة وصغيرة؟!! لماذا هي الدولة الوحيدة في العالم كله فوق القانون، ولا أحد بمقدوره معاقبتها، بل حتى التفكير في إيقاف عدوانها من حين لآخر، والجميع يعرف أن تجويع المدنيين محرم دوليّا، ومعاقبة شعب بأكمه ومحاصرته برّا وجوّا وبحرا، وهل السفن المدينة كقافلة الحرية تحمل أسلحة حتى يراق فيها الدماء، وتسفك على سمع ومرأى هذا المجتمع الدولي، والقانون الدولي أو الإنساني!! والأغرب من هذا كله أن إسرائيل تسيء لأصدقائها، ولا تعاقب على ذلك، فهي تسهل الجوازات السفر الغربية بطريقة سيئة لاغتيال قياد فلسطين في دبي بغير حق، وفوق أراض لدولة ذات سيادة، ورغم ذلك فلا يتحرك الغرب بقدر الجريمة الاسرائلية على الإطلاق، فقد نصل يوما بهذه الطريقة إلى قانون الغاب، القوي يصبح يأكل الضعيف إن عاجلا أو آجلا!! فالجريمة الأولى وقعت في المياه الإقليمية الدولية من طرف إسرائيل، ولا تتحرك الإدارة الأمريكية والغربية على السواء، والجريمة الثانية وقعت على أراض لدولة عربية ذات سيادة وبجوازات سفر غربية مزورة؟! أليست هذه الدولة مارقة وفوق القانون، ومحمية من قبل المجتمع الدولي المزعوم، والقانون الإنساني المفترض. يا لها من عصابة على أرض فلسطين، جاءت من أصقاع العالم كله، وأنشأت دولة عنصرية على أنقاض شعب أعزل هو الشعب العربي الفلسطيني، فقد جاءت من دول عربية وغربية وآسيوية وأفريقية، وهي تقتل، وتشرد، وتعتدي على جميع جيرانها، والغرب كله أسير هذه العصابة، فلا أحد بمقدوره أن يقف الآن في وجه هذه العصابة الصهيونية!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(22) 

( بايدن ) يتناغم مع إسرائيل، ويتجاوب معها، لذلك راح يحمل القائمين من جميع أصقاع العالم على تنظيم ( قافلة الحرية ) مسؤولية عدم الاستماع إلا التعهدات الإسرائيلية بنقل ما تحمله سفن القافلة بتغيير المسار، والسماح لإسرائيل بنقل تلك الحمولة ( لقافلة الحرية ) إلى قطاع غزة المحاصر. هكذا يظل ( بايدن ) شعبه، والدول الغربية كالعادة، فهو يعرف حق المعرفة أن هدف القافلة ليس القصد منها نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هذه المرّة كالقوافل السابقة، وخاصة ( قافلة شريان الحياة )، بل القصد معروف عنده قبل أن تطلع عليه شعوب العالم، ألا وهو كسر الحصار على قطاع غزة عن طريق الوصول بهذا الأسطول أو القافلة إلى موانئ غزة دون غيرها من الأماكن الأخرى، فكيف يكون الخصم حكما في آن واحد ؟! وهل تقبل أمريكا أن تكون طهران ـ مثلا ـ خصما وحكما في آن واحد؟ أو العراق الشقيق، أو كوريا، أو أفغانستان؟! اعتقد جازما أن كلمة أمريكا هي الأولى، وكلمة الآخرين هي الأخيرة، بل هي السفلى وكلمة أمريكا هي العليا!! و(بايدن) يشير بيده إلى المكان الذي إختارته القافلة، والمكان الذي أختاره الأسرائليون، فلماذا لا يترك للشخصيات العالمية أن تحقق القافلة أهدافها الإنسانية، هل يعجبك أن يعيش الشيخ والطفل والمرأة الغزاوية في العراء؟ ولا مدرسة ولا دواء ولا طعام أو ماء؟! هذا عار على جبين أمريكا قبل إسرائيل، فهي تقف مع هذه الأخيرة ظالمة أو مظلومة، ويتحدى العالم كله من أجل إسرائيل وأمنها ووجودها كما يزعم، فأين أمن العرب بالقياس إلى أمن اسرائيل؟! فالشعب الفلسطيني اليوم يعيش مثل ما كان اليهود يعيشون في أوروبا وخاصة في ألمانيا، حاول الغرب أن يجد لليهود حلا، فأساؤوا التقدير، حيث شردوا شعبا بأكمله من أرضه ووطنه، وحلوا محله يهود الشتات من عرب وغرب، وروم وفرس، وإفرنج وعجم، فوجدوا حلا لخطأ بخطإ أكبر منه جريمة وعدوانا في وضع النهار، وأمام شاشات العالم، فبجة أمن إسرائيل تقوم هذه الأخيرة بالعدوان المستمر على جميع جيرانها إلى اليوم، والآن تسفك الدمار دون رحمة ولا شفقة لأناس عزل من سلاح، وهي تعلن عليهم الحرب بأتم معنى الكلمة، فسقط ضحايا، وخاصة الأتراك، مضرجين بدمائهم الزكية الطاهرة، لا ذنب لهم سوى فك الحصار الظالم على قطاع غزة الذي أستمر طويلا أمام مرآي ومسمع المجتمع الدولي المزعوم، فعندما ما يتعلق الأمر بمصالحة، تقوم الدنيا ولا تقعد، لأتفه الأسباب، أما إذا تعلق الأمر بجرائم إسرائيل فتغظ الطرف عنها، ومن يحاول إدانتها تقف له بالمرصاد، ولها في ذلك طرائف عديدة ومتعددة، وخاصة طريقة النقض. يا لها من حضارة راقية، ستزول ــ لا محالة ــ ما دامت قائمة على الظلم والأستباد، وتخويف الشعوب وترهيبها في كل حين، فبدلا أن تقف مع الحق تراها إلى جانب الباطل، فتنشر بذلك أفكارا غريبة لا علاقة لها بالإنسانية إطلاقا، تغزوا الشعوب حين تريد، وتستغل ثرواتها في كل حين، ورغم ذلك فهاهي على وشك الإفلاس والأنهيار!! فتطلق على الشعوب التي لا تسير في فلكها، ويملك القرار السياسي بيدها، بالشعوب المارقة، ولكن كيف ينظر العالم الحر إلى أمريكا في مشارق الأرض ومغاربها؟! فهم يكرهون أمريكا ولا يعرفون لماذا؟! من يسأل لا يتيه، ولا تريد أن تستمع لأحد، بل تستمع إلى نفسها فقط، وهذا هو أكبر خطأ وقعت فيه أمريكا منذ نشأتها إلى اليوم!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(23) 

هل تستطيع قاهرة المعز، وخادم الحرمين الشريفين، وأمير المؤمنين، وملك الملوك، وسلالة الحاشميين ونحوهم أن يتجرؤوا على أن يكون صوتهم أعلى من صوت ( جوزيف بايدن ) الذي يرى أن التاريخ لم يشهد إدارة أكثر زعما لإسرائيل من إدارة أو باما؟!! هذا الرجل الذي يقرّ علنا، أمام مرأى ومسمع زعماء العرب ( أن إسرائيل لها كامل الحق في التعامل مع مصالحها الأمنية)، وأردف قائلا في مقابلة تليفزيونية يوم الأربعاء بعد الهجوم البربري على قافلة الحرية في عرض البحر، بعيدا عن المياه الإقليمية للكيان الصهيوني: (من حق إسرائيل القول بأنها لا تعرف ما تحمله السفن إلى غزة...) هل بإمكان الزعماء العرب الأشاوس أمام شعوبهم، والضعفاء الجبناء أمام أسيادهم اليهود والمسيحيين المتطرفين، وخاصة (واشنطن)، و(لندن)، و(باريس)، و(برلين)، أن يعكسوا بصوت عال ومرتفع حق العرب الأمين، وأن يفتشوا كل سفينة تتجه نحو إسرائيل التي تعتدي على الأراضي العربية في المنطقة إلى اليوم؟!! هل يتجرأ زعيم عربي واحد أن يكون صوته أعلى من صوت (جوزيف بايدن) و ( ناتنياهو ) و (ساركوزي) وأمثالهم مثلما تفعل (تركيا) حاليا. فهم أسيادٌ على شعوبهم ونخبهم ومثقفيهم وعبيد أمام أسيادهم من الغرب خصوصا، هل (عباس) و (مبارك) و (عبد الله) يملكون القرار السياسي بين أيديهم مثل إسرائيل وطهران وتركيا. أشك في ذلك، بل أجزم أن (عباس) إذا فعل ذلك، يكون بذلك ــ كما قال يوما ــ قد ذبح نفسه بنفسه من الوريد إلى الوريد. ووزير خارجية قصر يقول: أن هذا الكلام موثق في المكالمة الهاتفية التي أجراها معه!! فأين المفر؟ إسرائيل أمامكم، والغرب ورائكم، فلا حلف لكم؟ لا شعوبكم إذا حررتم إرادتها من الخوف والقمع والبطش والظلم والأستباد والاعتقال والسجون، والقتل، والمنع، فكل أمة تشير على هذا الدرب قديما وحديثا هي في الحقيقة تحمل في طياتها بذور التخلف والأنحطاط والجهل والفقر والمرض والنكبات والوهن والضعف. وبعد الهجوم يبرر وزير خارجية مصر دون حياء منه: (مصر رأت مؤشرات العدوان، فطلب الرئيس أن نأتيه بالسَّت دي ) ويقصد بها (لفني) هل جاءت مكبة بالأكلال عندما طلب منهم الرئيس أن يأتوه بالسَّت دي؟! وهل وزير خارجية لدولة معترف بها من قبل مصر يقال لها (السَّت). فعندما قال أحد النخب الجزائر لزعيمه حزب العمال (لولية) فثارت ثائرتها، وطلبت منه أن يعاملها باعتبارها شخصية سياسية، وليست (لولية) كما يقول الجزائريين للمرأة العادية المغولة على أمرها. وهل استطاع الرئيس عندما حضرت القاهرة أن يقنع (السَّت دي) بعدم الهجوم على شعب غزة؟!! لا والله، لماذا؟ لأن صوت إسرائيل وزعمائها أعلى من صوت حسين مبارك وآل مبارك، ووزير خارجية مصر (أبو الغيط) !! فعلى حكومة مصر أن تسكت تماما، وكذلك حكومة السعودية عندما تتكلم إسرائيل، لأن صوتها لوحدها أعلى من صوت مصر والسعودية معا، بربّكم كيف كان رد إسرائيل عل مبادرة السّعوديّة للسلام التي تبناها العرب بعد ذلك أجمعين؟! فعلى الحكومة السعودية أن تقرأ رسائل إسرائيل جيّدا، ولا تنافق على شعبها، وأن تعي جيّدا أن صوتها دائما أعلى من صوتها في المنطقة والعالم كله!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(24) 

صحيح أن صوت المرأة عورة، فلا يعلو صوتها على صوت الرجل، فهل تحولت القاهرة، والرياض، وعمان، ومراكش إلى أشباه الرجال وربّاة الحجال؟! فكيف نفسر صوتهم الخافت بل الغائب هذه المرة أمام جريمة إنسانية لا تغتفر، حتى العالم الغربي الذي يؤيد إسرائيل انزعج لتصرفاتها، ولم يستطع أن يسكت مثل السابق، بل رفع صوته عاليا، مندّدا بالجريمة الإنسانية في حق قافلة الحرية في عرض البحر، وفي الأقاليم الدولية، فندّدوا جميعا بهذه القرصنة ما عدا أمريكا تكلمت بصوت عال، ولكن في صالح إسرائيل، لا العرب والمسلمين. يقال : عد و عدوي صديق، وهاهو (بايتن) يزور القاهرة لبحث قضية السلام، وكأنها قضية جديدة، لم تعرفها البشرية منذ نكبة 1948؟!! 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار! الومضة(25) 

أما ( توني بلير ) زعيم الحرب على العراق، وشعب العراق، وقاتل أبناء وشيوخ وأطفال ونساء العراق الشقيق فأصبح صديقا حميما لملك الملوك، وهذا ما صرح به فعلا ابنه، وأخبر العالم كله بهذه الحقيقة المرة!!
وأمير المؤمنين، صاحب ملف القدس الشريف، فيستقبل في السّر والعلانية النخبة الإسرائيلية، وزعيمة ( كديما ) في المؤتمرات، وهي التي شنت حربا قاسية ومدمرة على أطفال وشيوخ ونساء غزة الحبيبة، أما الرياض فلسانها أخرس، جعله الله عز وجل لذلك لنواياهم الطيبة، ولا بلاغة ولا بيان ولا قدرة على القراءة، فالطفل الجزائري يحسن القراءة أحسن من خادم الحرمين الشريفين بلاغة وبيانا وقراءة، لأن
البراءة قبس من أشعة الخالق الأعظم، فأطلق لسانهم بذلك ليصرح بالحق ويعري الباطل، وينذر بالنار، ويبشر بالجنة، على خلاف خادم الحرمين الشريفين وما أدراك ما الحرمين الشريفين؟! هل خدمتهما تكون بالصمت على الباطل وعدم رفع الصوت عاليا لزهقه، إن الباطل كان زهوقا!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!الومضة(26) 

أما قائد (رام الله) فهو أسير مثل فلسطين الحبيبة، فهو يحتاج إلى من يحرره من تلك القيود المكبل بها، والأغلال التي يسير بها، والمتاعب التي يعانيها دون جدوى، والنفاق الذي يبدو على كلامه المعسول، وكلماته المنمقة، ومواقف الشجاعة، حين تسمع إليه تعتقد أن فلسطين قاب القوسين أو أدى من التحرر والاستقلال من البحر إلى النهر!! فكيف تحولت القيادة إليه رغم أن الدستور الفلسطيني الجديد يجعل السلطة التنفيذية هي التي تدير شؤون الشعب الفلسطيني، لأن الحكم أصبح برلمانيا وليس رئاسيا، وهو الذي كان (بوش) يذكر اسمه عندما أصبح رئيس الحكومة ليتعامل معه الغرب قبل العرب، يذكره كثيرا، وأريد من القارئ الكريم أن يحصي كم مرة ذكر(بوش الابن) اسم (أباس – أباس – أباس ) فلم نجد لا (أباس) ولا لا بأس على الإطلاق. وكم ذكر (بوش الأب) كلمة (صدام) من مرة في حكمه كله!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!الومضة(27) 

( فبلير ) هو عدو الشعب العراقي الشقيق، قتل وشرد، وذبح، و ونكل، وحاصر، وعذب أطفال العراق وشيوخه ونسائه، فعاقبه شعبه عقابا لا ينساه طوال حياته، فطرد من الحكم عقابا له، فعمل صديقه (بوش) ليل نهار أن يكون رئيس اللجنة الرباعية، يا للمهزلة و المسخرة، وقبل بذلك العرب قبل الغرب، وها هو ملك الملوك يجعله صديقا حميما له بعد أن لفظه شعبه العظيم، ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! لماذا أنهار مرة سعر البترول إلى أقل من عشرة دولارات قبل انهيار الاتحاد السفياتي؟! لأن أمريكا طلبت من الرياض أن تفتح حنفيات البترول، وتعمل بأقصى طاقاتها الإنتاجية، لأن الاتحاد السفياتي أصبح ضعيفا ومنهكا نتيجة حربه على أفغانستان، وانهزامه فيها، كل هذا حتى ينهار المورد الوحيد للاتحاد السفياتي فينهار بذلك، ففعلت الرياض ذلك، وانهار الاتحاد السفياتي، وكادت بعض الدول العربية والإسلامية البترولية أن تنهار هي الأخرى، وكبدت بذلك خسائر جمة، منها الجزائر التي لجأت إلى إعادة الجدولة، ومرت بفترة عصيبة جدا، لا يعلمها إلا الله، ومن حق جميع الدول البترولية أن تطالب الرياض بهذه الخسائر الجمة التي دفعتها بسبب هذه المآمرة ضد الشعوب العربية والإسلامية، وتدفع بشعوبها إلى الفقر والجهل والمرض والتخلف والبطالة ونحو ذلك. ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! 
وقعت ملاسنة بين خادم الحرمين الشريفين وقائد الثورة الليبية، ويعد هرج ومرج، والعالم كله يتفرج على مستوى الحوار بين القادة العرب، غادر قائد الثورة الليبية القمة العربية وهو يحلم بتطبيق الكتاب الأخضر، واسقط النظام الملكي، واعتبره نظاما رجعيا، أما خادم الحرمين الشريفين، فهو ملك العربية السعودية، وحين شاءت الأقدار أن يجتمعا من جديد في قمة عربية أخرى بعد طول انتظار، أصبح قائد الثورة الليبية مخاطبة نظيره السعودي: ملك الملوك. فقد أصبحت بذلك منزلته أكبر من منزلة خادم الحرمين الشريفين، فإذا كان ملك السعودية، فإن القائد الليبي أصبح ملك الملوك. وبذلك أصبحت منزلة أعلى وأرقى أوقى وأعظم من منزلة خادم الحرمين الشريفين.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(28) 

يقال: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. فهل تنطبق هذه الحكمة عن جريمة إسرائيل في قطاع غزة، تروع الآمنين بالقصف المتواصل، وتجوع السكان بالكامل، وتحاصره في سجن كبير جوا وبرا وبحرا، وتدمر غزة ولا أحد يقدم المساعدة لشعب غزة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، فهو في بيته، فهل في شرائع الكون والإنسان أن يدخل اللص بيتك، ويهاجمك ويحاصرك، ولا تدفع هذا اللص بكل ما تملك من قوة؟! وخادم الحرمين ساكت، فهل هذا السكوت من ذهب؟! قوافل إنسانية تجوب عباب البحر تجاه غزة، وتزهق الأرواح وتسفك الدماء، في عرض البحر، في السواحل الدولية، بعيدة كل البعد عن إسرائيل، وخادم الحرمين ساكت، فهل هذا السكوت من ذهب؟! العالم ينادي بصوت عال: ارفعوا هذا الظلم وهذا الحصار عن شعب غزة، إن العقاب الجماعي للمدنيين جريمة لا تفتقر، إنها جريمة إنسانية، فمن يرفع صوته عاليا، وبكل الوسائل الشرعية، لدفع هذا الظلم وهذا الحصار الغاشم، والساكت عن الظلم في الشرع الإسلامي شيطان أخرس، وخادم الحرمين صامت، لا يتحرك. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(29) 

فعندما تعرضت غزة إلى الدمار الشامل من قبل إسرائيل، وانعقدت قمة عربية بالكويت بصعوبة، فكانت مساهمة بعض الدول العربية ووعدها سخية جدا، فراح بعض الناس يسخرون من هذه الظاهرة الصوتية، حيث قيل، أن قادة رام الله عندما عرفوا بحجم هذا المبلغ الذي سيخصص لقطاع غزة، هتفوا لإسرائيل أن تقصف أيضا الضفة الغ7ربية، وأن تأتي على الأخص واليابس حتى يتبرع العرب لها بالمال أيضا مثلما وعدوا قطاع غزة بذلك. ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! 
الومضة(30) 

يصرح وزير الدفاع الكيان الصهيوني (براك) أن لا أحد في قطاع غزة يستحق المساعدة الإنسانية إلا شخصا واحدا فقط هناك ألا وهو (قلعاط شاليط) فهذا التصريح هو في الحقيقة فيه كثير من العنصرية التي ولت دون رجعة، ولم تبق إلا عند الكيان الصهيوني، هؤلاء الذين قدموا من أركان الأرض الأربعة، وخاصة من الاتحاد السفياتي سابقا، أسسوا حزبا عنصريا أطلقوا عليه (إسرائيل بيتنا) فهم يشبهون إلى حد بعيد عصابات صقلية، ومافيا شيكاغو اجتمعوا في فلسطين، واستقروا فيها، وهجروا أصحابها منها، بل راحوا كالثور الهائج في المنطقة يحاربون هذا ويعتدون على ذاك، ويحتلون هذه المنطقة، ويهددون تلك، وسيبقى الشرق الأوسط، مضطربا ما بقيت إسرائيل فيه رغم معاهدات السلام مع القاهرة وعمان و (سطالين) و (فرانكو) فهم بذلك، أصبحوا مثل (هتلر) و ( موسوليني ) وغيرهم من زعماء الفاشية والنازية والعنصرية. ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! 
الومضة(31) 

إسرائيل دولة مارقة، فهي ترى نفسها فوق القانون، ولا تعترف بالإنسانية وقيمها ومبادئها وغاياتها، فقتلوا الناس في قافلة الحرية بدم بارد، وهم مدينون لا يحملون بندقية ولا رشاشا، ولا سكينا، ورغم ذلك قاموا بإرهابهم حتى لا يكسروا الحصار على غزة، فسفكوا دمائهم، و زهقوا أرواحهم عمدا، وهم عزل في المياه الدولية، هذه قرصنة بأتم معنى الكلمة، تقشعر لها الأبدان، وهم لا يحترمون الله ولا يرحمون بشر، و رغم هذا الخطر الداهم باستمرار على العرب والمسلمين، وبعض الدول المجاورة، وخاصة لقطاع غزة يأكلون ويشربون، وينعمون بالحياة، والصحة، والعافية، وإخوانهم المسلمون المحاورون لهم يعيشون الفاقة والجوع والمرض والجهل، وبيوت الله تدك، والبيوت تهدم، والمدارس تدمر، والغداء يتلف عمدا، ونحو ذلك من التجاوزات الخطيرة، والعرب والعالم المتحضر يتفرج على شعب أعزل، لا حول له ولا قوة!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(32) 

كلما قامت إسرائيل باعتداءات خطيرة، وحماقات جسيمة، وأفعال شريرة، سارعت أمريكا خاصة والغرب عامة، إلى بعض العواصم العربية، وخاصة القاهرة والرياض، لدعوة العرب إلى إحياء عملية السلام في المنطقة، وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ولم يتعظ العرب من ذلك على الإطلاق، والمؤمن الحق لا يلدغ من الحجر مرتين، فكم لدغ الغرب عامة وأمريكا خاصة القادة العرب منذ مؤتمر مدريد إلى يومنا هذا!! 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(33) 

والآن يفكر الغرب قبل العرب لإيجاد صيغة جديدة لرفع الحصار على قطاع غزة، وشعب غزة المغلوب على أمر، وبشروط إسرائيلية، ووعود أمريكية، ومتطلبات غربية. أما رام الله و القاهرة والرياض وعمان فهم جميعا ينفذون بما يؤمرون حفاظا على كراسيهم، واستمرارا حكوماتهم حتى لا تغضب عليهم أمريكا والغرب، فأصبحت بذلك كل هذه المساعي الأمريكية والغربية مكشوفة لدى الخاصة والعامة من الشعوب العربية و الإسلامية. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(34) 

يقول ( بايتن ) نائب الرئيس الأمريكي مناورا من جديد،ومراوغا للعرب والمسلمين على أنه ينسق مع القاهرة صراحة و مع أصدقائه في المنطقة – وما أدراك ما أصدقائه –لإيجاد صيغة جديدة لهذا الحصار على قطاع غزة.                                                        
أما الرئيس الأمريكي السابق(كارتر)الذي زار القطاع فصرح بأن الحصار جريمة إنسانية كبيرة،وأن الفلسطنيون يعاملون كالحيوانات من قبل إسرائيل.هذه شهادة رجل كبيرمن رجالات أمريكا.وعمر وموسى بدأ يفكر بالذهاب بنفسه إلى قطاغ غزة بعدما فتحت له قافلة الحرية،وتركيا بالخصوص،الطريق للذهاب إلى هذا القطاع المحاصر جوا وبحرا وبرا،بل وتحت الأرض!! 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(35) 

قد يقول قائل:- ما سبب تقارب طهران وانقرة في هذا الوقت بالذات؟!ولماذ تقاربت كل جهة مع إسرائيل مع إيران وتركيا؟!الجواب سهل وواضح لذوي الألباب،فعملاء إسرائيل يتواجدون بقوة وكثافة في كردستان العراق،ومنه يثيرون القلاقل والأضطرابات في كل من البلدان المجاورة التي فيها أقلية كردية،وتمولها،وتقدم لهم أسباب القوة،وتدفعهم إلى الهجوم على دول الجوار وخاصة إيران وتركيا.أما العراق فأحدثت فتنة كبيرة بين السنة والشيعة،والعرب والأكراد،فزهقت أرواح،وأريقت دماء،وثكلت النساء،وزملت،وكتر اليتاما،والدمار والخراب في كل مكان،أما علماء العراق فكانت الفتنة الأولى المستهدفة من قبل أعداء العراق جميعا وخاصة إسرائيل.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(36) 

يا شعب مصر العظيم،يا شعب الكنانة،يا أم الدنيا،يا قلب العرب ورئتها،فإن السادات خذلكم وخذل الأمة العربية والإسلامية جمعاء،وأن زوجته استمعت إليها بإمعان في حصة ((شاهد على العصر))من البداية حتى النهاية،ولكنها هربت في الأخير من الحلقة التي يعقب عليها العلماء والمؤرخين والمفكرين،والساسة الكبار،حتى تبقى صورة زوجها البطل المزعوم في ذهنها كما رسمته هي لاكما رسمه الشعب المصري العظيم،وأن حالتها ووضعيتها تشبه حالة ووضعية مصور الجزيرة الذي كان معتقلا في ((قوانتانامو)) حين حاولت المخابرات الأمريكية تجنيده،والإغراءات التي قدمتها له،فكل ما ذكر هذا الإعلامي الكبير ينطبق بالحرف الواحد على زوجة(أنور السادات)،فهي تعيش وأسرتها في أمريكا،لها كل الإمتيازات السرية والعلنية،وتقف إلى جانب المنهزمين نفسيا في صراعهم مع الكيان الصهيوني،وتقف بقوة ضد كل الأحرار والمقاومين والمكافحين في سبيل الحرية والإستقلال في المنطقة العربية خدمة للصهيونية العالمية. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(37) 

أكبر شعب عربي مسلم في المنطقة هو الشعب المصري الشقيق، فهو يمتاز بالحيوية والمبادرة، يتفاعل مع الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج،غير أن هذا الشعب العظيم بعد وفاة المرحوم ( جمال عبد الناصر ) سعت القاهرة أن تجعل منه شعبا ضعيفا لا حول له ولا قوة تقتل فيه روح الأخوة،وأسباب القوة،والرجولة والمروءة عن طريق ترسانة من القوانين المقيدة للحريات الفردية والجماعية، وحالة الطوارئ التي طالت كثيرا،وقمع كل مظاهرة أو تنظيم في خدمة الشعب المصري، وابتعدت القاهرة عن العروبة والإسلام كثيرا، واقتربت من إسرائيل أكثر فأكثر،فأصبحت محرجا للغرب عموما،وأمريكا خصوصا بغية تنفيذ مخططات إسرائيلية جهنمية في المنطقة العربية،والشعب المصري العظيم صابر و صابر وصابر،وللصبر حدود. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(38) 

فأصبحت مصر ضعيفة بالقياس إلى دول المنطقة المعروفة من تركيا وإيران فأين قوة مصر ودول الرائد في المنطقة العربية؟! تخلفت مصر عن الركب كثيرا،فكيف يمكن لها الخروج من هذا النفق المظلم يا ترى!!                                                              
أصبح المواطن العربي من المحيط إلى الخليج يستقي الخبر اليقين من مصدر واحد،ألا وهو صحيفة إسرائيلية مشهورة، اسمها ( معاريف احرنوت أو خبر جاءنا من هذا المصدر الموثوق عن الجدار الفولاذي الذي راحت القاهرة تبنيه على طول حدودها مع قطاع غزة حتى تمنع كل شيء من دخول غزة المحاصرة حتى تحت الأرض،فالأنفاق تدمر بالطائرات الإسرائيلية،والقاهرة تعلق من جهتها هذه الأنفاق،بل وعمدت مرة إلى تسميمها مرة،واجتهد الخبراء في الجيش المصري المتقاعدين على تحليل هذا الخبر على قنوات،فحاولوا إقناع المشاهد المسكين بأن هذه العملية لا تتحقق على الأرض،وأن مصر الرسمية ليست ملزمة دائما على الرد على ترهات هذه الصحيفة أم تلك،وأن هذا الخبر يعد ضربا من الخيال،فاعتقد الناس أنهم على حق،وصحيفة(معاريف) الإسرائيلية على باطل،ومع مرور الزمن تبين أن هذه الأخيرة هي التي على حق وأن جنرالات مصر ومخبريها ومحلليها كانوا جميعا على خطأ.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-           
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(39) 

....فأثناء كلمة وزير الخارجية المصرية،لم يستطع نظيرها المصري أن يرفع صوته أكثر منها،ولم يذكرها إطلاقا باللياقة الدبلوماسية،وأن القاهرة ليست إسطبل حتى ترفع صوتها أعلى من صوته وتهدد وتعرب،وهو ينظر ولا يحرك ساكنا.                                      
يا للهول!! إنها الهزيمة النفسية،والخوف من إسرائيل حين تغضب،فلا أحد يجاريها في ذلك،ويرد عليها،ناهيك عن التحدي لها وعربدتها من قلب القاهرة، قاهرة المغز لدين الفاطمي!!بل هي الهزيمة المعنوية التي هي أشد وأخطر من الهزيمة المادية،الثانية يمكن تعويضها بيسر،أما الثانية من الصعب جدا القضاء عليها إلا بعد محاولات جمة،أجيال عديدة،إنها انكسار القلب، وجبره صعب جدا.                                                       
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!                                                   
الومضة(40) 

وأخيرا فتحت القاهرة معبر رفح دون أجل مسمى، فقد كانت قافلة الحرية سببا في هذا القرار الحاسم، لأن القاهرة تدرك جيدا أنها جزء من هذا الحصار الظالم، وهذه الجريمة الإنسانية، حتى الغرب عموما وإسرائيل خصوصا تقول بملء فيها: أن القاهرة تشارك معنا في الحصار مشاركة فعالة. بل أكثر من ذلك حاولت القاهرة خدمة الكيان الصهيوني صراحة حين قالت: إذا رفضت إسرائيل استقبال قافلة الحرية، فالقاهرة مستعدة لاستقبالها!! يا له من تواطؤ مفضوح، |أو كما يقال: السم في العسل بهذا الاقتراح لإفشال قافلة الحرية وهدفها الإنساني والمتمثل أصلا في فك الحصار على غزة، وليست الهدف منه تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.                                                            
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!                                                   
الومضة(41)
إذا أراد رئيس غربي قضاء عطلته، طلبا للراحة والاستجمام وخاصة المتقاعدين منهم، لا يجدون الأمان في تل أبيب التي يحبونها، بل يجدون هذا الأمان في المغرب الشقيق، فهو شعب عربي أصيل، مسالم إلى أبعد الحدود، له تاريخ عريق، وحضارة عفا عليها الزمن، فيزور بكل حرية وأمان، ودون خوف، كل الأماكن التاريخية و السياسية، ويأكل ما طاب ولذ، ويشرب ماءً رقراقا زلال، فيعامل معاملة الضيف، يقدّمون له القرى، لأن الشعب المغربي الشقيق غارق في الكرم والجود حتى الأذنين فلما تجد مثله في العالم العربي المسيحي، واليهودي بالخصوص، إنها شهامة المغاربة وعروبتهم وإسلامهم، كل هذه القيم النبيلة تفرض عليهم هذا السلوك الحضاري الراقي، والمعاملة الحسنة ، والكلمة الطيبة، والضيافة اللائقة ونحو ذلك. أما تل أبيب إذا غضبت على هذا الرئيس الغربي أو ذاك فيرجم بالحجارة في قلب إسرائيل باسم الحرية والديمقراطية، بل قل باسم الهمجية!! هذا إذا تعارضت مصالحهم مع مصالح هذا الزعيم الغربي أو ذاك، مجرد تصريح لا يخدم الكيان الصهيوني يدان هذا الزعيم أو ذاك في قلب تل أبيب. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(42) 

ويتآمر الغرب عموما وأمريكا خصوصا على العرب والمسلمين بملف فلسطين، والقضية الفلسطينية، ويلدغونهم دائما من جحر واحد، ولا يتعظون على الإطلاق، لأنهم أرادتهم مسلوبة، وشعوبهم في وادٍ وحكوماتهم في وادٍ آخر، ولا يقفون مع نبظ الأمة وآمالها وأحلامها وطموحاتها، وعليه رأينا جميع القادة الذين شنوا الحرب على العراق الشقيق وخربوه ودمروه، وأعادوه إلى القرون الوسطى، وزحقوا الأرواح البريئة، وقتلوا أحرار الشعب العراقي الشقيق، ... كل هؤلاء القادة الغربيين خرجوا من الأبواب الضيقة ابتداء من زعيم أسبانيا، مرورا بزعيم لندن، وأخيرا زعيم واشنطن، إلا دول الاعتدال، فزعمائهم لهم حق البقاء في الحكم على مدى الحياة. فهذا مثلا خادم الحرمين الشريفين، وذاك ملك الملوك، والآخر أمير المؤمنين ونحو ذلك، ألقاب ضخمة، وأداء هزيل في السياسة، لا يتعدى ظلهم ظل قاماتهم، الطويل منهم، والقصير، فهم على السواء!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!
الومضة(43) 

لماذا يساند الغرب عمومًا، وأمريكا خصوصًا، الدول الديكتاتورية والاستبدادية في العالم كله؟! ذلك أن هذه الحكومات لا تملك إرادتها في شيء، فلا تعبر عن مواقف شعوبها، وآمالهم وأحلامهم في القيم الإنسانية المشتركة مثل العدل بين الشعوب والأمم، والأفراد والجماعات، والمساواة، والإخاء، وهي شعارات الثورة الفرنسية، والديمقراطية والحرية مثل دعه يمر، دعه يعمل، دعه يتكلم ونحو ذلك، فعندما تنجح دولة في هذا الشأن تصبح مصالح الغرب عموما، وأمريكا خصوصة في خطر، لذلك تراها تقف إلى جانب الدول الاستبدادية الديكتاثرية، لأن قراراتها في يد الحاكم المستبد، لا في يد الشعب عن طريق ممثلي الأمة التي حققت أشواطا كبيرة في الحرية والديمقراطية مثل تركيا حاليا، لذلك ترى صوتها عال، بل مدوي في كل مكان من العالم، حتى أخرجت بذلك القاهرة والرياض، وعمان والرباط الذين يتعاونون مع إسرائيل قبل الغرب عمومًا، وأمريكا خصوصا، لأن المرور إلى واشنطن يكون دائما عبر منفذ واحد فقط، وطريق وحيد، هو رضي ( تل أبيب ).
فهذه الأشياء ليست بجديدة على الجزائر، فقد تنبه لها الشاعر محمد العيد أل خليفة في مجازر 08 ماي 1945 خاصة بقالمة وخراطة وسطيف، حيث قال:
و ماي كذبت كل مزعم لهم ورمت ما روّجوه بإفلاس
فإذا روّجت الثورة الفرنسية؟! وهل هذه المبادئ والقيم خاصة بالفرنسيين فقط أم هي إنسانية عالمية؟ ففرنسا الرسمية، والغرب عموما، وأمريكا خصوصا تراها مقصورة عليهم فقط، وفي الحقيقة نحن أولى بها منهم، لأنها قيم إنسانية، ذلك أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها، فهو أحق بها من غيره، فازت ( حماس ) بطريقة ديمقراطية، يشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء، ولكن الغرب الذي يزعم أنه ديمقراطي رفضها عمدا، نزولا عند وصف الوضع بالمزري للغاية، وأن إسرائيل تعامل فلسطين كالحيوانات، ولا أحد من زعماء العرب نجد له صوتا عال كصوت أنقرة ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(44) 

أصبح دور تركيا واضحا في العلم العربي وكذلك دور إيران رغم اختلافها مع الكثير من الدول العربية، وهذا الأمر يعود أساسا إلى الفراغ الرهيب في العالم العربي، وينحصر حتما في القيادات الضعيفة التي تملي عليها أمريكا شروطا قاسية فتستجيب لها دون تردد، وهي في حقيقة الأمر تفتقد إلى شيئين أساسيين هما: ــ أنها قيادات غير شعبية، فهي في واد، وشعبها في واد آخر، وغير ديمقراطية على الإطلاق. وجودها واستمرار يتوقف على استعمال واستغلال السلطات الثلاثة التي هي في يدها: السلطة التنفيذية، والقضائية، والشرعية، فيبيع القضية المركز للعرب والمسلمين ولا أحد بمقدوره أن يحاسبه لهذا السبب. فأصبح رجل بعيد عن العالم العربي له شعبية أكثر من القيادات العربية مثل الرئيس الفزويلي ( شافير ) لأنه تبنى القضية الفلسطينية، وقل مثل ذلك بالنسبة لتركيا حاليا، وإيران، وحزب الله، وحركة حماس.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(45) 

فقد كان المرحوم ( هواري بومدين ) رجلا عملاقا، له طموح كبير، يتصدر الطليعة مع شعبه، فلتف حوله، وسار معه في السراء والضراء، وقل مثل ذلك بالنسبة للرئيس المصري (جمال عبد الناصر) وكذلك ملك السعودية المرحوم (فيصل)، وعندما غابت هذه الشخصيات التاريخية، وابتعدوا من جاؤوا بعدهم عن الخط الوطني والعربي الإسلامي، وتخلفهم عن طموح شعوبهم، فأصبح الشعب في الطليعة، والقيادات عاجزة عن مسايرة شعوبها في التطور والتقدم والحرية والديمقراطية ونحو ذلك من أسباب النهضة والحق والعدالة والمساواة والإخاء ونحو ذلك، ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(46) 

- من حصر الآن إسرائيل في زاوية ضيقة جدا؟! هل القادة العرب أم العجم؟! يجيب للأسف الشديد: أن تركيا كانت هي اللاعب الرئيس لرفع الحصار عن غزة، وفضح إسرائيل في المحافل الدولية، وإخراجها بقوة مع أصدقائه، وخاصة بعض القيادات العربية في المنطقة، مثل القاهرة، ورام الله، وعمان، والرياض، المعروفون بدول الاعتدال، وأين اعتدال الذي يفرط في الشرق والعرض والأرض؟! أي اعتدال وثروات شعوبهم في البنوك الغربية، سيستفيد منها العدو قبل الصديق، والمسيحي قبل المسلم، واليهودي قبل الوثني، فلو كان القادة في مستوى طموحات شعوبهم وأحلامهم وآمالهم، في السراء والضراء، كما كان العالم العربي يعيش هذا الفراغ الرهيب في المنطقة العربية، فلا نجد فيها إلا ثلاثة لاعبين رئيسيين هم : إسرائيل ، وإيران، وتركيا. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(47)
إذا أراد رئيس غربي قضاء عطلته طلبا للراحة والاستجمام وخاصة المتقاعدين منهم، لا يجدون الأمان في تل أبيب التي يحبونها، بل يجدون هذا الأمان في المغرب الشقيق، فهو شعب عربي أصيل، مسالم إلى أبعد الحدود، له تاريخ عريق، وحضارة عفى علها الزمن، فيزور بكل حرية وأمان، ودون خوف، كل الأماكن التاريخية والسياسية، ويأكل ما طاب ولذ، ويشرب ماء رقراقا زلال، فيعامل معاملة الضيف، يقدمون له القرى، لأن الشعب المغربي الشقيق غارق في الكرم والجود حتى الأذنين فلما تجد مثله في العلم العربي المسيحي، واليهودي بالخصوص، إنها شهامة المغاربة وعروبتهم وإسلامهم، كل هذه القيم النبيلة تفرض عليهم هذا السلوك الحضاري الراقي، والمعاملة الحسنة، والكلمة الطيبة، والضيافة اللائقة ونحو ذلك. أما تل أبيب إذا غضبت على هذا الرئيس الغربي أو ذاك فيرجم بالحجارة في قلب إسرائيل باسم الحرية والديمقراطية، بل قل باسم الهمجية!! هذا إذا تعارضت مصالحهم مع مصالح هذا الزعيم الغربي أو ذاك، مجرد تصريح لا يخدم الكيان الصهيوني يدان هذا الزعيم أو ذاك في قلب تل أبيب. ولذلك راح الشعب الجزائري الأبي، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يرددون من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأينما حلوا في كل زمان ومكان، قائلين دون خوف أوجل:- 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(48)
هذه خواطر وأفكار أملاها علي ضميري، لا أقصد بها هذه الدولة أو تلك، أو هذا النظام أو ذاك على الإطلاق، ولكن قصدي هو بعث الأمل بعد اليأس، والقوة بعد الضعف، والتقدم بعد التأخر، وإشاعة الطمأنينة بدل القنوط، والحلم بدل السراب، والحرية بدل العبودية، والديمقراطية بدل الديكتاتورية، ولأمرها قال أبو الطيب المتنبي:-
على قدر أهل العــزم تأتي العزلــة
وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم في عيني الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
هكذا أحلم بالقائد العربي الأصيل، فهل من أحد يحرمني حتى من الحلم، والحلم فقط حتى لا أعيش على اليأس والقنوط!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(49)
- يتآمر الغرب عموما وأمريكا خصوصا على العرب والمسلمين بملف فلسطين، والقضية الفلسطينية، ويلدغونهم دائما من حجر واحد، ولا يتعظون على الإطلاق، لأنهم أرادتهم مسلوبة، وشعوبهم في واد وحكوماتهم في واد آخر، ولا يقفون مع نبظ الأمة وآمالها وأحلامها وطموحاتها، وعليه رأينا جميع القادة الذين شنوا الحرب على العراق الشقيق وخربوه ودموره، وأعادوه إلى القرون الوسطى، وزحقوا الأرواح البريئة، وقتلوا أحرار الشعب العراقي الشقيق،... كل هؤلاء القادة الغربيين خرجوا من الأبواب الضيقة ابتداء من زعيم أسبانيا، مرورا بزعيم لندن، وأخيرا زعيم واشنطن، إلا دول الاعتدال، فزعمائهم لهم حق البقاء في الحكم على مدى الحياة. فهذا مثلا خادم الحرمين الشريفين، وذاك ملك الملوك، والآخر أمير المؤمنين ونحو ذلك، ألقاب ضخمة، وأداء هزيل في السياسة، لا يتعدى ظلهم ظل قاماتهم، الطويل منهم، والقصير، فهم على السواء!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(50)
جرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي، ويجر أصحابها إلى المحاكم، ويحاسبون على جرائمهم مثلما فعلوا من (صدام حسين) مثل ما يزعم المجتمع الدولي، وخاصة أمريكا والغرب عموما، وبعض الأعراب خصوصا. أما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وجرائمها الإنسانية في قطاع غزة المحاصرة، وقائد رام الله، والقاهرة، المشاركين في جريمة الحصار شعب بأكمله حتى إخضاع حركة (حماس) وترفع راية الاستسلام، كما تردد أكثر من مرة: تغليب عباس على حركة حماس، فلم يتحقق شيء من ذلك، رغم المآسي التي يعانيها شعب غزة المحاصر الذي لا ذنب له سوى أنه انتخب بطريقة ديمقراطية على حركة (حماس) وانهزمت حركة (فتح)، فإذا كان هناك عدل مثلما فعلوا مع (صدام حسين) في قتله لمجموعة من الأشخاص، فهؤلاء قتلوا شعبا بأكمله، جوعوه، وحاصروه وعاقبوه عقابا جماعيا ليس له نظير في تاريخ الإنسانية الحديث. فهل يكون مصير أعداء الشعب الغزاوي مثل مصير (صدام حسين) ؟!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(51)
هل يبقى هذا الشعب الضعيف، المغلوب على أمره، محاصرا بطريقة جهنمية إلى يوم الدين حتى تمضي حركة (حماس) على وثيقة القاهرة الظالمة، التي حاولت أطرافا فيها تغليب عباس على حركة حماس؟!!
هل يستطيع زعيم رام الله، والقاهرة، وعمان أن يعيشوا هم وأبنائهم في العراء صيفا وشتاء؟! كل نظام استبدادي يفعل هكذا وأكثر مع شعبه وغيره من الشعوب، فهم جميعا أعداء الديمقراطية، لأن شعوبهم تكرههم، وتتمنى رحيلهم إلا عن طريق الموت، لأنهم لا يتنازلون عن الكرسي حتى آخر رمق في حياتهم، بل أكثر من ذلك أصبح التوريت (مودة) العصر عند العرب، وخاصة المشارقة، فأصبح النظام الجمهوري أكثر ملوكية من النظام الملكي الذي أطيح به في زمن من الأزمان. إذا كان الأمر يتعلق بالتوريت، فمن حق أبناء الملوك أن يطالبوا بحقهم في الحكم أكثر من غيرهم من أبناء الحكام الذين يعيشون في نظام جمهوري في قالب ملكي!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(52) 

- إسرائيل و أمريكا ودول الاعتدال يتعاملون إلا مع شخص واحد فقط مهما كانت صفته ألا وهو (محمود عباس) تعاملوا معه فقط عندما أصبح رئيس الحكومة الفلسطينية المرحوم (ياسر عرفات) وعندما قتل بالسم، أصبح (عباس) هو رئيس السلطة الفلسطينية، و(هنية) رئيس الحكومة الفلسطينية، فتعاملوا مع (عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، وهمشوا رئيس الحكومة الفلسطينية. من يستطيع حل هذه المعادلة الغريبة، فقد عمدوا جميعا أن يكون الدستور الفلسطيني دستورا برلمانيا، وحين فازت حماس في الانتخابات بطريقة ديمقراطية، يشهد علة ذلك العدو قبل الصديق، والبعيد قبل القريب، إلا أن أعداء الشعب الفلسطيني يتعاملون مع شخص واحد مهما كانت صفته، ويستقبل في واشنطن بعد قافلة الحرية، والدماء التي سفكت فيها، والأرواح التي زهقت فيها، وعباس يحاول أن يجني ثمار هذا الحصار المشارك فيه بطريقة فعلية ومباشرة، حتى تستجيب حماس لشروط عباس!!
محكمة الجنايات الدولة طالبت بقديم رئيس عربي إلى المحكمة الدولية بدعوى إلى اقتراف جرائم حرب في ( دارفور )، وقامت إسرائيل بجرائم واضحة لا غبار عليها على قطاع غزة، حرب أتت على الأخضر واليابس، والزرع والذرع، والطير والبشر والحجر، فكان هناك تقرير ( قولستف ) الشهير، ولم تقدم المحكمة المجرمين رغم ذلك إلى المحاكمة كما فعلوا مع الرئيس السوداني. والعرب يتفرجون على هذه المسرحية، أبطالها من واشنطن ولندن، وباريس، وبرلين، فهذا الانتقاء يدل دلالة خاصة أن القوي يأكل الضعيف، وأن القانون لا يطبق إلا على الضعفاء، أمّا الكيان الصهيوني رغم التقرير المشهور الذي يدينها صراحة فهو فوق القانون، ولا أحد من الدول الكبرى تطالب بتطبيق هذا القانون، وهذا التقرير المحايد، لأن الأمر يتعلق بصديق حميم لديهم. فأين نحن، والعالم المتحضر المزعوم، من جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وضربه عليها، وما حدث من جرائم على قافلة الحرية، فمن يطلب الخارجون عن القانون إلى المحكمة الدولية؟!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(53)
عندما يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (واعدوا لهم ما استطعت من قوة ومن رباط الخيل... )، فلا يعقل أبدا أن تجد المسلم يعد الخيل للحرب مثلما كان الحال في ذلك الوقت، فهناك الثابت في القرآن الكريم والمتحرك، فلا تصنع السيوف للقتال اليوم، ولا الخيول أيضا، ولا الرماح. هذا الأمر بديهي يعرفه الخاص والعام من المسلمين والعرب من المحيط إلى الخليج، وهناك أمر آخر بديهي جدًّا هو الأمر الذي يتجلى في وصية الرسول ( ص ) على أبعاد اليهود عن شبه الجزيرة العربية كلها، فهذا الأمر معروف عند الناس جميعا، وقد كان اليهود في ذلك الوقت خطرا على الإسلام، ولذلك تحدث الرسول (ص) في وهيته عن اليهود، أما اليوم فالخطر أصبح من المسيحيين الذين أقاموا قواعد عسكرية في شبه الجزيرة العربية. فالعبرة في الخطر لا في اليهود، كما هو الحال في الخمر، فكل مسكر حرام، وكذلك الحال، فكل خطر على شبه الجزيرة العربية كاملة حرام من طرف اليهود أو المسيحيين أو الوثنيين فكل عقيدة غير إسلامية في شبه الجزيرة العربية تكون خطرا على الإسلام والمسلمين نزولا عند وصية الرسول (ص). ومن يبرر وجود الأساطيل الغربية، والأمريكية بالخصوص في شبه الجزيرة العربية بالكامل، وعلى مسافة بعيدة عنها كل البعد ، فهذا السلوك مناف لتعاليم الإسلام عامة، ووصية الرسول الأعظم خاصة.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(54)
فالسلطة الفلسطينية الحالية، وبعد الاعتداء على قافلة الحرية، لم تعد لديها أية ورقة إلا ورقة التفاوض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فإذا ما نزعت عنها هذه الورقة الوحيدة لا يعود هناك وجود أو مبرر شرعي للسلطة الفلسطينية في (رام الله)، ولهذا عندما طالبت بعض الدول العربية الانسحاب من المبادرة العربية للإسلام التي انطلقت منذ مؤتمر مدريد إلى يومنا هذا، ولم يتحقق شيء على الأرض، أصبحت السلطة في حرج كبير، لذلك تحفظت على هذه المبادرة التي استحبت الكويت الشقيقة فعلا منها، والبقي تأتي بإذن الله، فطار رئيس السلطة الفلسطينية إلى(واشنطن) لترتيب الأمور من جديد، والدعوة إلى مباشرة الحوار المباشر أو غير المباشر مع الكيان الصهيوني حتى لا تفقد بذلك مبرر وجودها في الساحة الفلسطينية، فهي لا تملك إلا ورقة واحدة تراهن عليها دائما هي ورقة المفاوضات.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(55)
فهل تستطيع هذه السلطة الفاشلة أن تقنع الشعوب العربية والإسلامية في تنازلاتها للأراضي العربية المحتلة، وخاصة البقاع المقدسة للمسلمين، منذ علم 1948 إلى يومنا هذا؟! وإذا افترضنا أنها وقعت اتفاق الاستسلام مع الكيان الصهيوني القوي في كل شيء، والسلطة الضعيفة في كل شيء هل تقبل الشعوب العربية والإسلامية بهذا الاتفاق مثل اتفاق (أوسلو) الذي عفى عليه الدهر، ولم يعد قائما إلى يوم الدين. فأين المفر؟! فالعدو أمامكم، وأمريكا والغرب ورائكم، والشعوب العربية والإسلامية بالمرصاد لكم، ولا خوف عليكم مثل ما وقع لزعماء العرب الذين ماتوا جميعا بطرق غامضة، لأنهم يطبقون مطالب شعوبهم لا مطالب أعدائهم في المنطقة العربية والإسلامية، وخاصة جمال عبد الناصر، وهواري بومدين، والملك فيصل، وياسر عرفات!! لا خوف عليكم أن تموتوا بهذه الطريقة أو تلك ما دامت (تل أبيب) راضية عليكم، ومن ورائها الغرب. 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!
الومضة(56)
تكلم مندوب إيران في مجلس الأمن في الجلسة الافتتاحية مع الدول النووية مذكرا أمريكا بالخصوص ما فعلته في إيران ماضيا وحاضرا، إبتداءا من إعدام (أمصدق) إلى يومنا هذا، وحماية إسرائيل التي تملك فعلا للسلاح النووي، فدندنت مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة برأسها مستغربة على ما يبدو من هذا الكلام، أما إيران فهي محل شكوك فقط بشهادة المجتمع الدولي، وخاصة الدول مجلس الأمن التي تملك كلها أسلحة نووية، فردت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية التي هي من أصول أفريقية بأن كلام المندوب لإيراني كلاما سخيفا، فهل عندما كان السود يدافعون عن حقوقهم المشروعة في أمريكا والذين كانوا عبيدا، البشر يباع ويشترى في أمريكا، ناضلوا وكافحوا حتى تحروا من العبودية، فهل يمكن أن نطلق على أصوات السود في ذلك الوقت بالكلام الشضيف؟!! هل نسيت كيف عاش أجدادها في أمريكا وغيرها من الغرب؟! هل كانت أصواتهم صخيفة إلى هذا الحدّ؟!! تحمي العنصرية، والفصل العنصري، في فلسطين، والاحتلال، وتقف سدّا منيعا ضد كل قرار يدين بطريقة أو أخرى الكيان الصهيوني، أما الشعوب العربية والإسلامية فتعاقب على كل صغيرة وكبيرة.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(57)
لماذا تشتري دول الخليج الأسلحة من الدول الغربية، وخاصة أمريكا،، وهذه الدول تحمي دول الخليج بكل ما تملك من قوة، حتى وإن اقتضى الأمر استعمال السلاح النووي حفاظا على مصالحها البترولية في المنطقة الخليجية. وما فعلته مع العراق أكبر دليل على ذلك.
والآن نحاول أن تفعل الشيء نفسه مع طهران، ولكن هيهات، فطهران لن تبادر باحتلال أي دولة خليجية حتى تجيش جيوش العالم ضدها، وهي تتحسب لكل خطوة تخطوها إلى الأمام ألف مرة ومرة، فهي وتركيا تسيران في الطريق الصحيح. قال العلامة القرضاوي:(أن هذه الدول تشتري الأسلحة بملايين الدولارات، ولا تستعملها عند الضرورة إطلاقا، بل لا تستطيع حتى حماية شعوبها في المنطقة، وتتعرض هذه الأسلحة إلى الصدأ، فهذا هو مصير سلاح الرياض، والدويلات المجاورة لها منذ نشأتها إلى يومنا هذا، بل لا ترسل بندقية واحدة إلى المقاومة الفلسطينية عند الضرورة، بل تقف حاجزا وسدا منيعا ضد المقاومة وسلاح للمقاومة الفلسطينية المشروعة إلى الآن!!)
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(58)
وبذلك تراجع دور الرياض بشكل رهيب، وأصبحت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تنظر إلى هذه الدول السننية نظرة شك وريبة، تخدم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، علنية أو سرية، الغرب قبل العرب، والمسحيين واليهود قبل المسلمين الجياع في كل مكان من العالم، ينهشم الجهل والفاقة والمرض والتخلف في أبسط ضرورات الحياة، والأموال الطائلة تتآكل في البنوك الغربية، والأسلحة تخزن وتتعرض للصدأ، فتسطر لشراء صفات جديدة من الأسلحة بالملايين الدولارات دون هدف أو غاية، ولا تعيد قيد النملة هذا النهج البائس المكشوف الآن لجميع الشعوب العربية والإسلامية!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(59)
رئيس تحرير جريدة (الأهرام) المصرية يطل علينا في برنامج خاص به، وتجربته الشخصية، فتحدث يوما عن الأردن الشقيق، والملك الراحل، فطلب رئيس حكومته بحق الرد عليه، فاستجابت القناة لذلك، فصال وجال في كثير من المواضيع دون أن يقنع أحد بذلك، ولكن الرجل تعمد أن تثير قضية خطيرة وهامة جاءت في شهادة المدير السابق لجريدة (الأهرام) وتتمثل هذه القضية في اتصال الملك الراحل بالزعماء اليهود في عيادة طبية حتى لا يكتشف أمر في ذلك الوقت، وكان مناوئا للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكان متهما دائما بعمالة لإسرائيل قبل غيره من زعماء العرب وقتئذ، ومازال هذا النظام الملكي يسير على هذا الدرب بشتى الطرق الجهنمية، حتى وجدناه يتخابر على المسلمين في البكستان حين سقط واحد منهم من أكبر و أعظم رجال المخابرات الأردنية، واستقبل جثمانه من قبل الملك وأسرته شخصيا، لأهمية الحدث من جهة، وشخصيته النافذة من جهة أخرى. والغريب في الأمر أنه قتل من طرف أردني أصيل، لم يقبل أن يتخابر مع الأعداء ضد الأشقاء!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(60)
نظام آل مبارك في ورطة حقيقية،فهو غير قادر تماما على التوفيق بين نبض الشارع المصري المندفع والرائع،وبين سياسة التوريث الرهيبة العجيبة،فهو يكذب في وضح النهار على نفسه قبل غيره من الناس،ويراوغ وينافق،يقول بملء ما فيه للعالم أجمع ! أن معبر رفح مفتوح،تصل قافلة جزائرية بموافقة مصرية مع بداية العري الكروي في جنوب إفريقيا،فيجد المعبر مغلق تحت ذراع شتى،لا يقبلها العقل ولا المنطق على الإطلاق!!فلو كان ملف المصالحة الفلسطينية قي يد (قصر) مثلا لما كانت هذه المشكلة بين الفلسطينيين إطلاقا،يزوون بنود الاتفاق بين حركة فتح وحماس،وغلبوا بذلك (عباس)على(حماس)وطلبوا منهم إمضاء ورقة المصالحة أولا،ثم الاحتجاج بعد ذلك!!يا لها من عبقرية فرعونية بامتياز،ومراوغة مكشوفة بأحدث جهاز!!أنها الخيانة العظمى للقضية الفلسطينية،فكلما كانت النية سيئة كلما تعرضت للانهيار إن آجلا أو عاجلا!!وبقدر ما يكون الحل مفروض بالقوة والإكراه لا ينجح على الإطلاق!! وكل الساسة يعرفون حق المعرفة هذه الحقيقة،لأن كل ما بني على باطل فهو باطل!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(61)
يقول(كوشنير) وهو أخطر سياسي فرنسي في العصر الحديث،أن مصر الصديقة لفرنسا لا تقبل فتح معبر رفح حتى لا تضفي شرعية على(حماس) الثورية!!و أمريكا تنحاز بالكامل إلى جانب إسرائيل ورام الله في وضح النهار،فأين قيم أمريكا ومبادئها الإنسانية؟!فقد راست عليها المصالح المادية بشتى الطرق الجهنمية،فلو كان الأمر يتعلق بدولة غربية أو إسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد لذلك،في الوقت الذي تحاصر فيه القوى الإسلامية في المنطقة حماية للكيان الصهيوني،فيتصدر الغرب رزنامة جديدة من العقوبات الصارمة ضد طهران،ولا تلتفت إلى قتلى الأتراك العزل،وتحمي السلاح النووي الإسرائيلي الموجود فعلا،ومجرد مناقشته تزعم أن المكان والزمان غير مناسبين لذلك،رغم أنه لأول مرة يطرح هذا الملف الخطير على الشرق الأوسط في الوكالة الدولية الطاقة الذرية!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!! الومضة(62)
أكد أحد ضباط المخابرات البريطانية على أن القاهرة،وآل مبارك حريصة كل الحرص على حصار غزة بغية التوريث،كل ذلك لكي توافق أمريكا على ذلك،وهي في الحقيقة مشاركة سلبية على النفوذ المصري في الشرق الأوسط،فأصبحت بذلك الساحة واسعة لكل من تركيا وإيران،وفلول القاهرة والرياض،لأن سياستهما مبنية على حسابات ضيقة وشخصية،لا عربية ولا إسلامية،بل ولا إنسانية على الإطلاق!! فالهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 2006م،وموافق القاهرة والرياض،لأن سياستهما مبنية على حسابات ضيقة وشخصية،لا عربية ولا إسلامية،بل ولا إنسانية على الإطلاق!! فالهجوم الإسرائيلي على لبنان عام2006م،ومواقف القاهرة والرياض من ذلك،ثم الهجوم على قافلة الحرية،ومواقف كل منهما، كشفا - مالا يدع مجالا للشك- أن دور القاهرة والرياض أصبح مكشوفا لا للعالم العربي والإسلامي فحسب،بل حتى الإنساني كذلك!!فتدخلت دولتان إسلاميتان على الخط،وسدتا هذا الفراغ الرهيب في العالم العربي،واستطاعت كل منهما التجاوب مع نبض الشارع العربي من المحيط إلى الخليج .فلكل دولة مصلحتها بالطبع،فلأمريكا مصلحة،ولإسرائيل مصلحة،وأنقرة مصلحة، وطهران مصلحة،ولكن أين مصلحة الرياض والقاهرة في العالم العربي والإسلامي،من المحيط إلى الخليج؟!!.
قال الشاعر العربي الصميم أبو الطيب المتنبي في سيف الدولة الحمداني عن فضل عليه شعراء آخرين:
يا أعدل الناس إلا في هامتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(63)
عندما سئل الأمين العام العربي للأمم المتجددة: ــ لماذا لم تهزم اسرائيل على مدى وجودها في كيان الأمة العربية؟!! أجاب ببساطة: أن إسرائيل هي أمريكا، وأمريكا هي إسرائيل، فهل تستطيع أن تتغلب على أمريكا؟!! ورغم معرفة جميع القادة العرب لهذه الحقيقة من المحيط إلى الخليج، فهي مازالت تعوّل على أمريكا، رغم أنها لدغت من حجر واحد ألف مرة ومرة، وهاهي الآن تنسق مع إسرائيل في التحقيق في مجازرها على قافلة الحرية، وحجز أشخاص حقوقيين مسالمين دون سلاح في المياه الدولية، وصادرت جميع ما يملكون، حتى الأغراض الشخصية، ورغم وضوح الجريمة، فلا تعامل اسرائيل مثل ما تعامل إيران، لماذا؟ لأن إسرائيل هي أمريكا، وأي تطاول على إسرائيل لا تستطيع أيّ رئيس أن يمرر مشروعا واحدا في برنامجه ومخططاته...
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(64)
 
فالقول بأن مصر العظيمة وشعبها الأعظم هي محمد حسين مبارك، وآل مبارك، وخاصة جمال مبارك وعلاء مبارك فقد أخطأ خطأ جسيما؛ فشعب مصر يحمل قي طياتها عوامل النهضة والتقدم والتطور والازدهار على مدى الدهر، فحين حالت أحوال، وكبّلت مصر بقوانين إسرائيلية وأمريكا، فلا يمكن القول أنها ضعيفة، فسوف تنتفض في يوم من الأيام، ويعود بريقها الوهّاج في العالم العربي والإسلامي، بل وحتى العالمي والإنساني، وتعود لقيادة الأمة العربية من جديد من المحيط إلى الخليج، فأحرار مصر بالمرصاد لآل مبارك ليل نهار، إن أصبح صباحا أو أمسى مساء، لأن السيل قد بلغ الزبا، وقزمت مصر كثيرا كما قزمت الثورة الجزائرية، فحطمت الأولى عن قصد كما حطمت الثانية، لأنهما جناحان للأمة العربية والإسلامية، ولأمر ما قال أبو الطيب المتنبي في معركة سيف الدولة مع الروم:
ضممت جناحيهم على القلب ضمة غوت الخوافي تحتها والقوارم
فاليهود والغرب عموما وأمريكا خصوصا عندما يتعامل مع أية دولة عربية تستحضر في ذهنها تاريخ هذه الأمّة أو تلك ومواقفها من الكيان الصهيوني ــ مثلا ــ قديما وحديثا، وعلى ضوء ذلك تتعامل مع هذه الشعب أو ذاك من المحيط إلى الخليج، فهي تستحضر تاريخ المغرب ــ مثلا ــ أو الجزائر، أو السعودية أو مصر منذ النكسة إلى يومنا هذا، ولهم نفس طويل في التعامل مع الأصدقاء والأعداء مثل ما فعلوا مع (هافانا) أو (طهران) أو ( موسكو) حتى تركع هذه الدولة أو تلك، أما حالة العرب فلا نفس لهم على الإطلاق. بل لهم حملة تنتهي بانتهاء الأيام والأسابيع والشهور، وتتوف فجأة. وهذا ما حدث في العالم العربي من المحيط إلى الخليج. لو كان الزعيم الأفريقي (منديلا) و (آل منديلا) في دولة عربية لبقيت هذه الأسرة في الحكم على مدى الحياة، ولكن العلماء من الرجال لا يفعلون ذلك، بل يتركوا للشباب يحقق المعجزات!!
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(65)
وأخيرا يدخل الأمين العام لجامعة الدول العربية قطاع غزة بعد أقل من يوم واحد فقط من دخول قافلة جزائرية بصعوبة، واعتقد جازما أن دخوله كان لذر الدماء في العيون فقط بسبب الإحراج الكبير أمام الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، فقد أحرجت الجامعة العربية تركيا وقافلة الحرية إلى قطاع غزة والدماء الذي سكفت وأريقت، والأرواح التي زهقت وقتلت، فحتى لا تبدو الجامعة العربية وخاصة أمينا العلم أنه لا يخدم إلا آل مبارك وأسياده من الغرب، فدانت هذه الزيارة بلا فائدة، ولا جدوى من برمجتها، لأنها تفتقر لأسباب النجاح المتمثل بالخصوص في رفع الحصار على قطاع غزة دون قيد أو شرط، ودون تدخل من الكيان الصهيوني، وتحقيق أهدافه، والتي أعلن عنها صراحة أكثر من مرة، وأيدها نائب الرئيس الأمريكي، وأصبح بذلك الظالم مظلوما، والمظلوم ظالما، إلا ما ندر من أحرار الشعوب والأمم التي تنادي بأعلى صوتها لتطبيق القانون على الجميع، وأن بعض الفرنسيين الحقوقيين انتظروا بشغف زيادة وزير الدفاع الإسرائيلي!! فرنسا المقززة، فألغيت، لأن العدالة في انتظاره.
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-   
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!
الومضة(66)
أما إذا زار القاهرة أي مجرم إسرائيل على القافلة الحرية فلا متابعة ولا مقاطعة، بل نجد ترحابا كبيرا، وحماية لا نظيرة لها من قبل آل مبارك، أما عمان فزيارتها من قبل الصهاينة تتم في الليل والنهار، في السّر والعلانية، ولا أحد بمقدوره أن يقول من الأردنيين: لا لزيارات العار والهزيمة والذل والهوان!! والرياض تترقب من بعيد ماذا يحدث، حتى تفعل سياستها تجاه المقاومة الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة المحاصرة برّا وبحرا وجوّا. فالمال هو عجب الحياة، فيعز على الرياض أن تطعم الجوعان في غزة، وتكسي العريان هناك، وتأوي الهائم على وجه!! 
وهكذا تخرجت الصخرة العظيمة الضخمة من عل ليعيد(هرقل)المحاولة من جديد،آملا في فجر سعيد،والخروج من النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه ظلما وعدوانا،ساعيا للدخول إلى عالم الحرية والأنعتاق،والاستقلال الذي يشرأب إليه كل مشتاق مثل بقية البشر على وجه الأرض،وتحت الشمس،فراح شباب الجزائر الأبية في أم درمان،يردد صارخا في وجه(آل فرعون)الجبان وجنوده:-                                             
يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار!!الومضة(67)