ممّا لا شــكّ فيه أنّ الحديث عن الشّعر والشّعراء حديث شيّقٌ وهامٌّ في ذات الوقت وبخاصّة الشّعر الجاهلي الذي وصل إلينا عن طريق الرّواة الذين دوّنوا في صدورهم أشعار العرب و أمثالهم وحكمهم مثل: حمّاد الراوية،وخلف الأحمر،وعمر وبن العلاء وغيرهم كثير.
ففي العصر العبّاسي، عصر التّأليف و الإبداع، قسّم النّقاد الأدب إلى قسمين: شعر ونثر. وقالوا: الشّعر هو كلّ كلام موزون مقفى، أمّا النّثر فهو كلّ كلام مرسل خالٍ من الوزن والقافية . أمّا في نظر الجاهليّين والإسلاميّين و الأمويّين فالشعر هو الإنشاد، يقولون: فلان استنشد الشاعر فلاناً فأنشده. والخطب والأمثال والأسجاع هو النثر في نظر المحدثين.
وقد ظلّ بعض العرب وخاصة الأعراب منهم ــ بعد مجيء الإسلام حتّى بداية العصر الأموي ــ يعتقدون أنّ القرآن الكريم طريقة من طرف الإنشاد، شأنه في ذلك شأن منشديهم الأقدمين مثل الخطباء والكهّان الذين كانوا يسمونهم "شعراء". وهناك بعض الحوادث الفرديّة، بعد الإسلام، تدلّ على أنّ الأعراب ظلّوا يخلطون بين الحكم والأمثال الجاهليّة وبين آيات القرآن الكريم حتّى بداية عصر بني أميّة. ومن هذا كلّه أنّ بعض الخطباء ــ كما تذكر المصادر ــ كانوا على المنابر يردّدون في بعض الأحيان الحكم والأمثال السّائرة على أنّها آيات من القرآن الكريم، ومن هنا أخذ بعض النّاس، وخاصة كفار قريش، ينعتون النبيّ بالمشاعر مرّة، وبالكاهن مرّة أخرى، وخاصّة أنّ بعض السور و الآيات كأنّها شعر وليس بشعر مثل سورة "الزلزلة"،إذ يقول عز وجل في محكم تنزيله: (إذا زلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها، وقال الإنسان مالها، يومئذ تحدّث أخبارها، بأنّ ربّك أوحى لها) .(1)وانظر إلى قوله عزّ وجل في سورة النّاس: (قل أعوذ بربّ النّاس ، ملك النّاس، أله النّاس، من شرّ الوسواس الخنّاس، الذي يوسوس في صدور النّاس، من الجنّة والنّاس).
وسجع الكهّان، كما هو معروف ، يمتاز بالجمل القصيرة المسجوعة دائماً، حتى يؤثر في السّامع، وهي جمل مفكّكة لا تستقلّ بالمعنى، ولذا تجد أسلوب القرآن أسلوباً جميلاً بديعاً لا عهد للعرب به، فلا هو موزون مقفى، ولا هو سجع يتجزّأ فيه المعنى في عدد من الفقرات ، ولا هو مرسل يطرد أسلوبه دون تقطيع ولا تسجيع، إنّما هو آيات مفصّلة يسكت عندها الصوت، وتطمئن إليها النفس لاستقلالها بالمعنى، وفيها انسجام كبير مع روح القارئ و وجدانه،الأمر الذي حيّر العرب في أمره و أعجزهم عن الإتيان ولو بسورة من مثله سواء أكانت طويلة أو قصيرة، مكيّة أو مدنيّة.(2)
فجاءت آيات بيّنات ــ بعد هذه النّعوت التي وردت في القرآن الكريم ــ معلنة أنّه ليس بشاعر ولا بكاهن، وأنّ القرآن الكريم ليس بالشعر في شيء يقول الدكتور طه حسين في مقال له تحت عنوان "بين الشعر والنّثر"، حين أراد هذا الفرق الدّقيق: "أنّ القرآن ليس نثراً كما أنّه ليس شعراً، إنّما هو قرآن، ولا يمكن أن يسمّى بغير هذا الاسم .ليس شعرا ... فهو لم يتقيد بقيود الشعر. وليس نثرا ،لأنه مقيد بقيود خاصة به، لا توجد في غيره ، وفي هذه القيود التي يتصل بعضها بأواخر الآيات، وبعضها بتلك النغمة الموسيقية الخاصة. فهو ليس شعرا ، ولا نثرا، ولكنه<<كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير>>.(3)
ولا بأس أن نشير هنا إلى اعتقاد العرب قديما بتلك الصّلة الرّوحيّة بين الشاعر أو الكاهن أو المجنون أو السّاحر أو المأمور، والكائنات التي لا ترى من جنّ وشياطين، يؤيد هذا ما ورد في القرآن الكريم، وما جاء من شياطين الشعراء، كما تؤيده حادثة كعب بن زهير قبل إسلامه، في هجاءه للنّبي، حيث قال مخاطبا أخاه بجيرا الذي أسلم وحسن إسلامه:
ألا أبلغا عني بجيـــــرا رسالــة
فهل لك فيما قلت،ويحك، هل لك
فبين لنا،إن كنت لسـت فاعــــل
علــى أي شيء، غير ذلك، دلّكـــا
على خلق لم ألف يومـا أبا لـــه
عليه، وما تلغـــي عليـــه أبا لكـــا
فإن أنت لم تفعل،فلست بآسف
ولا قائل،إما عثرت، لمــــا لكــــا
سقـــاك أبو بكر بكـــأس رويّة
فانهلك المأمور منها، وعلّكـــا
فرد عليه أخوه(بجير)بأبيات أربعة بعدما أخبر الرسول (ص) بهجو أخيه له،فغضب لذلك (ص) كثيرا،فقال له ردا على هجائه لنبي محمد (ص):
من مبلغ كعبا فهل لك فــي التــــي *** تلوم عليها باطلا، وهي أحــزم
إلى الله، لا العزى ولا اللت، وحده *** فتنجو، إذا كان النجاء، وتسلــم
لدى يوم لا ينجو، وليـس بمفلــــت *** من الناس إلا ظاهر القلب مسلم
فدين زهير، وهـو لا شــــيء دينه *** ودين أبي سلمى علي محرم(4)
فمن خلال السّياق فقد أراد الشّاعر ( بالمأمور ) من يفعل فعله تلبية واستجابة لأمر كائن لا يرى وليس من البشر، وهو بذلك يعني من كان على صلة بالجنّ. وهذا ما قصده فعلاً كعب بن زهير قبل إسلامه، وكانت تقصده من وراءه قريش المشركة، إذ كانت تسمى النبي مأموراً، وكاهناً، ومجنوناً و ساحراً، ويدلّ على ذلك سياق الحديث في حكاية كعب بن زهير، وغضب النّبي الشديد من هذا المهجو، حتى أهدر دمه. وحين ضاقت به الدّنيا بما رحبت، ودخل النّاس في هذا الدين الجديد أفواجاً، جاء الشّاعر إلى النّبيّ متخفياً ــ كما تذكر المصادر ــ وقصد مسجده ووقف بين يديه ــ صلى الله عليه وسلّم ــ وألقى عليه قصيدة رائعة جميلة، تعدّ من عيون الشعر الإسلامي إلى يومنا هذا، والتي يقول في مطلعها:
بــانت سعاد؛فقلبي اليوم متبول
متيّم إثرها،لـم يفـــــــد،مكبــــول
وما سعاد،غداة البيّن،إذ رحلوا
إلاّ أغنّ،غضيض الطّرف،مكحول (5)
إلى أن يقول معتذراً ومادحاً النبيّ:
نبئت أنّ رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول
مهلاً ــ هداك الذي أعطاك نافلة ال
قرآن فيه مواعظ وتفصيـــــل ــ
لا تأخذيني بأقوال الوشاة، ولم
أذنب، وإن كثرت فيّ الأقاويل
إنّ الرّسول لسيف يستضاء به
مهنّد، من سيوف الله، مسلول(6)
كلّ هذا فعله الشاعر كعب بن زهير وأكثر حين سمع وبلغه اسلام أخيه (بجير) غضب عليه، وعلى الدين الجديد، فراح يهجو المسلمين ونبيّهم هجواً شديداً لاذعاً مؤلماً مؤذياً، قد يقول قائل: أين هجاءه هذا؟ أقول: أنّه لم يصلنا منه شيء يذكر، ذلك أنّ المسلمين عملوا على اتلاف أكثر ما قاله الشعراء الكفار في هجو نبيّهم ودينهم حتّى قال لهم الرسول ــ صلى الله عليه ويسلّم ــ : " من لقي منكم كعباً فليقتله " .
ومعلوم أنّ النبيّ لم ينكر على الشاعر كعب بن زهير استهلال قصيدته بالغزل، لأنّه ــ صلى الله عليه وسلّم ــ يدرك جيّدا أنّ الشاعر العربي من عادته أن يستهلّ قصيدته إمّا بالوقوف على الأطلال أو بالغزل . وكعب بن زهير قد تملّص من لفظة (المأمور) وأبدلها وغيّرها بلفظة (المأمون)، وهي تذكر عادة في كتب الأدب والتاريخ إذا أوردت هذه الحادثة. والشاعر الذي ينقّح قصائده، ويراجعها قبل إنشادها، كزهير بن أبي سلمى ــ الذي عرف بشاعر الحوليّات ــ أطلقوا عليه (عبيد الشّعر)، أمّا الشاعر الذي يرتجل قصائده، ويرد على خصومه في الحين وعلى التوّ كحسان بن ثابت الأنصاري ــ شاعر الرسول صلى الله عليه وسلّم ــ أطلقوا عليه (شاعر مطبوع).
والعرب، قديماً و حديثاً، لهم باع طويل؛ ودراية واسعة ، في معرفة أخلاق البشر، هذه الصّفة وهذه السّجيّة لم تتبدّل ولم تتغيّر إلى يومنا هذا. وهاهو الشاعر الجاهليّ علقمة الفحل يقول، وما زلنا نردّد معه ، عن النساء:
فإن تسألوني بالنساء، فإنّني
بصير بأدواء النّساء، طبيب
إذا شاب رأس المرء وقلّ ماله
فليس له من ودّهنّ نصيب(7)
وكان لكل شاعر شيطانه في العصر الجاهلي ــ كما تشير إلى ذلك الأسطورة العربيّة ــ وهم في كلّ واد يهيمون وبخاصة وادي عبقر، وهو واد يقع في نجد أو مكّة ــ كما تذكر الروايات ــ وهو واد سحيق تسكنه شعراء الجن منذ زمن طويل، وكان الشعراء يبيتون ليلة أو ليالي في هذا الوادي حيث يأتيه شاعره من الجنّ فيلقنه الشعر. وأنّ كلّ شاعر من شعراء الجاهليّة كان له جن من هذا الوادي، فقالوا مثلاً: أنّ الشاعر امرئ القيس شيطانه هو (لافظ بن لاحظ)، وعبيد بن الأبرص شيطانه هو (هبيد بن الصلادم)، والنابغة الذبياني شيطانه هو (هاذر بن ماهر)، والشاعر الكميت شيطانه هو( مدرك بن واغم)، ومن ذلك الوقت إذا قيل : هذا فلان (عبقري) فهو نسبة إلى وادي عبقر، الذي جاء ذكره في سورة الشعراء. ومن هنا جاءت كلمة (العبقرية). فالعبقرية إذن منسوبة إلى هذا الوادي.(8).
وهناك قصص كثيرة عن وادي عبقر جاءت على لسان كثير من الرواة العرب في القديم وأكدتها المصادر في العصر الحديث، نذكر واحدة منها على سبيل المثال لا الحصر: يقال: أنّ جماعة خرجت في سفر في الصحراء، ومعهم دليلهم اسمه (ابن سهم الخشب)، هذا الدليل ضل الطريق مع الجماعة، فقال لهم : باللات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى، قفوا، نحن على حافة وادي عبقر، وأشار إلى بطن الوادي، وإذا بكائن على هيئة إنسان يسوق ظليماً ــ وهو ذكر النعام ــ وكان مقبلاً من عمق الوادي فاستوحشنا منه ، وحتى الإبل بدأت ترغي وتتراجع بنا إلى الوراء، وكان أطول من الناقة، وظهره عاريًا، فارتعبنا، ووقف بعيدا عنّا، والتفت إلينا، وحدّق فينا، جعلت فرائصنا تنتفض، ثم قال للدليل: يا ابن سهم الخشب: من أشعر العرب ؟ كان الدليل مضطربا أشدّ الاضطراب، مرتعشا خائفا أشد الخوف، فلم يجبه.
فأكمل حديثه قائلا: أشعرهم من قال:
وما ذرفت عيناك إلاّ لتضربني
بعينيك في أعشار قلب مقتل
فعرف الجميع بأنّه يقصد امرؤ القيس. فقال الدليل : باللات والغزّى ومناة الثالثة الأخرى، من أنت؟ ورجع إلى الوراء حتى كاد أن يقع أرضا فقال: أنا (لافظ بن لاحظ) من كبار الجنّ، لولاي لما قال صاحبكم الشعر، ومضى مقهقهاً. وقف دليل القافلة مذهولاً وحذق فيه حتى اختفى . قالت الجماعة للدليل: ما تقول في هذا؟ فقال لهم: هذا لافظ بن لاحظ، شيطان امرئ القيس الذي يملي عليه الشعر . وغيرها من القصص في هذا الشأن .(9).
وقد أفرد القرآن الكريم سورة كاملة عن الشعر والشعراء تسمى " سورة الشعراء"، إذ يقول تبارك وتعالى في محكم تنزيله في شأن هؤلاء : " والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون، وأنّهم يقولون ما لا يفعلون، إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيرا، وانتصروا من بعد ما ظلموا، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون).(10).
ومعلوم أن الشك في الدراسات الأدبيّة و التّاريخيّة مذهب حديث، وهو أسلوب علميّ يستعمل للوصول إلى الحقيقة، فطبقه كثير من العلماء والنّقاد، بشرط أن لا يغفل العالم عن أن أسلوب الشّكّ هذا مرحلة انتقالية فقط، تؤدّي حتماً إما إلى النّفي، وإمّا إلى الإثبات، فإذا لم يخرج إلى هذين الحالتين فليس من الأسلوب العلمي في شيء ، وهذا ما نسعى إليه في هذه العجالة .
فالشاعر ــ حسب قول قدماء اليونان ــ جالس في مركبة ضخمة، يجرّها حصانان قويّان، هما الشعور والمخيّلة، يسيّرها حكيم، هو العقل.
وقد أحسّ الشعراء في العصر الجاهلي بهذه الهالة الرّوحيّة، الرّائعة الجميلة المؤثرة، فلم يجدوا لها تفسيراً دقيقاً، واحتاروا في معرفة ماهيتها وتحديدها، فاكتفوا بالقول: إنّ الأديب الألمعي إذا سمع بليغ الكلام أحسّ له بقشعريرة .
وكانوا يشعرون بحواسهم ، فجاء شعرهم حسيّاً في معظمه، فيحتار في الإفصاح والتعبير عنها، فينسبون هذه الهالة الروحيّة إلى الساحر، والكاهن، والمتنبّي، والمجنون، والمأمور، والشيطان ــ وهي العبقريّة عندنا ــ وبذلك يرفعون الشاعر إلى منازل عالية عن هذه القوة الروحية والمتمثلة في العبقرية ، ودرجات رفيعة عن سائر الخلق، مما يلهب حقول الناس ، والويل كلّ الويل لمن يترك في شعره هنات صغيرة، فهم يرونها هفوات كبيرة ، والويل كلّ الويل لمن يتّصف شعره وقتئذ بالغموض و الإبهام ، فهم يرونه طلاسم لانطلاق.
فهذه الملكة التي أحس بها الشاعر العربي القديم في العصر الجاهلي تتجلى في الموهبة ، فعندما كانت تلح عليه الإنشاد كما تلح على الأدباء المحدثين الكتابة والإبداع ، وهي تعد قبسا من أشعة الخالق الأعظم ، خص بها بعض الناس دون سواهم من البشر ، فأطلقوا عليهم <<بخاصة الناس>> فهم الأدباء والعلماء والفلاسفة والمفكرين. فعندما تلح على الشاعر هذه الهالة من الإبداع فينشد قصيدة رائعة جميلة بديعة، فيعتقد أن شيطانا يملي عليه هذه القصيدة الرائعة أو تلك ، وعندما يحس بالخمول والركود، والسكون والجمود، في الإبداع، فيذهب إلى وادي عبقر خاصة ليلتقي بشيطانه فيلهمه هذا الإبداع، ومن هنا أصبح كل متفرد ومتفوق في هذا الإبداع يسمى <<عبقريا>> نسبة إلى هذا الموروث الأسطوري القديم الذي كان منبعه الموهبة من جهة ، وبيئته واد سحيق وخاصة وادي عبقر ، ومن هذا أطلق العرب على هذا المتفوق والمتفرد في زمانه في علم من علوم أو في فن من الفنون <<بالعبقري>>فكيف يمكن صقل هذه الموهبة يا ترى؟ للإجابة عن ذلك نقول:- على القارئ اليوم وفي عصرنا هذا ، أن يدرك جيّدا أنّ العبقريّة لا تتحقق لوحدها هكذا، بل عليه أن يحتكّ بشيطانه الخاص والممثل في الكتب القيّمة والمراجع الهامة، يحتكّ بها كثيراً، فيفجّر بذلك ينابيع العبقريّة لتحقيق التفوق والرّيادة في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلميّة والفكريّة، فلا يكون الإنسان عبقرياً، وعالماً جليلاً، وفيلسوفا كبيرا، ومبدعاً رائعاً، وأديباً ألمعياً إلاّ إذا احتكّ بالمعارف القديمة والحديثة و اطلع عليها، واستوعبها جيّدا. والانترنيت وسيلة هامة من وسائل المعرفة، فهي باختصار: اقتصاد للوقت والجهد معاً.
فالأمّة التي لا تشجّع على العلم والمعرفة، واستثمار هذه العلوم والمعارف في تطوّرها وازدهارها هي أمّة فاشلة ، فلا تستطيع ــ بأيّ حال من الأحوال ــ أن تحقق المستقبل المشرق لها ولأجيالها، حتى وإن كانت هذه الأمّة أغنى أمّة في هذا العالم ، فالمال والجهل شيئان لا يلتقيان، وإن حدث ذلك كانت الكارثة المحققة،فالمال هو عصب الحياة، والعلم مرشد له، ولأمر ما قال أحد الشعراء :
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العزّ والشرف
والسؤال الذي يمكن طرحه الآن: متى يكون العربيّ عامة والجزائريّ بخاصّة عبقري زمانه، لا يشق له غبار، ولا تحجب عنه الأستار؟!
أقول بصدق وأمانة: عليك أن تحتكّ بشيطانك الخاص في هذا العصر شأنك في ذلك شأن شعراء الجاهليّة، إنّه الكتاب الذي يحمل في طيّاته جميع المعارف والعلوم الكونيّة، والذي قال عنه أبو الطيّب المتنبي: " وخير جليس في الأنام كتاب"، إن فعلت ذلك فستكون لك الرّيادة ــ لا محالة - في كلّ شيء، وتلحق بالركب الحضاري في كلّ شيء، فنحن أمّة القرّاءة، كيف لا؟ وأنّ أوّل آية نزلت على قلب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلّم ــ كانت تدعو وتأمر بالقراءة.
الأستاذ: مومني عبد العالي
ثانويّة بوالروايح ــ قالمة ــ
الهوامش:
1/سورة الزلزلة (1-5)
2/المختار في الأدب والقراءة، السنة الأولى أدبي،ص 34. بتصرف.
3/كتاب المطالعة الموجهة، السنة الثالثة أدبي، ص:12.
4/سلسلة الروائع (32) ،بنات سعاد، لكعب بن زهير، ص84.
5/المرجع نفسه، ص:107.
6/المرجع نفسه، ص:118.
7/ديوان علقمة الفحل.
8/عن الانترنيت بتصرف.
9/المرجع السابق.